الجمعة 19 إبريل 2024
سياسة

أحمد نور الدين: اعتراف إسبانيا بخطة المغرب للحكم الذاتي بني على ثلاث مراحل 

أحمد نور الدين: اعتراف إسبانيا بخطة المغرب للحكم الذاتي بني على ثلاث مراحل  أحمد نور الدين الخبير في العلاقات الدولية
وصف أحمد نور الدين، الخبير في العلاقات الدولية، الإعلان الرسمي لرئيس الحكومة الإسبانية، "بيدرو سانشيز" بخطة المغرب للحكم الذاتي حول الصحراء ب"غير المسبوق وسيكون له ما بعده"، سيما وأن الرسالة جاءت بعد أربعة شهور من الخطاب الملكي لـ6 نونبر 2021، الذي شدد فيه الملك محمد السادس على أن "ّالمغرب لا يتفاوض على صحرائه. وأن المملكة لن تبرم أي شراكة مع الدول التي لا تعترف بالسيادة المغربية على صحرائه".
وأكد أحمد نور الدين في تصريح لجريدة "أنفاس بريس" أن موقف "بيدرو سانشيز"، والذي يؤسس لمرحلة جديدة في العلاقات المغربية-الإسبانية، بُني على ثلاثة مراحل في الرسالة. وقال في هذا الصدد:" إذا رجعنا إلى نص الرسالة التي بعث بها رئيس حكومة إسبانيا، إلى الملك محمد السادس، سنكتشف أنها بُنيت بشكل تصاعدي على ثلاثة خطوات باتجاه اعتراف شبه تام بسيادة المغرب على صحرائه، بحيث تميزت الخطوة الأولى باعتراف اسبانيا بأهمية الصحراء بالنسبة للمغرب، وفي الخطوة الثانية جاء  الإعلان على أن إسبانيا "تعتبر مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية، ومصداقية من أجل تسوية الخلاف"، ونلاحظ إضافة اسم التفضيل "الأكثر" إلى المصطلحات التي دأب مجلس الأمن على استعمالها لوصف مبادرة الحكم الذاتي.  ثم خلصت الرسالة في خطوة ثالثة وهي الأهم ختم بها رئيس الحكومة الإسبانية رسالته ويتعلق الأمر بالتأكيد على أن "أنه سيتم  
اتخاذ هذه الخطوات من أجل ضمان الاستقرار والوحدة الترابية للبلدين". وهي رسالة وموقف لا يقبل التأويل.
 وفي ثنايا الرسالة  ذكر بأواصر الصداقة، والتاريخ بل والمصير المشترك ايضا،  واعتبار المغرب حليفا استراتيجيا لاسبانيا،  وربط ازدهار اسبانيا بالمغرب والعكس صحيح. 
وعندما يصدر هكذا تصريح من رئيس حكومة بلد أوربي فنحن لسنا امام خطاب عاطفي، بل يتعلق الأمر بموقف تحدده العقلانية ولغة المصالح الاستراتيجية. 
وأضاف الخبير في العلاقات الدولية في قراءته لهذه الرسالة "التاريخية" أن إسبانيا أخدت وقتها في تحليل الوضع الاستراتيجي، وتقييم حصيلة العلاقات بين البلدين، سياسيا واجتماعيا، واقتصاديا، وانتبهت إلى الدور المغربي المهم في تدبير تدفقات المهاجرين في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي، علما أنه ليس مفروضا في المغرب أن يقوم بدور الدركي لحماية الحدود، ومواجهة الهجرة السرية، هذا بالإضافة إلى الخسائر المادية التي تكبدتها إسبانيا بعد اتخاذ المغرب لعدد من القرارات الصارمة من قبيل استثناء موانئ إسبانيا في عملية العبور، والاعتماد على الموانئ الفرنسية والإيطالية. بالاضافة الى تشابك العلاقات التجارية والاقتصادية، وأهمية التعاون الأمني والاستراتيحي في ظل التهديدات التي تخيم على منطقتنا وعلى العالم.
أحمد نور الدين، وبعد تثمينه للموقف الإسباني الذي جاء بعد تراكم مواقف صارمة من طرف المغرب، اعتبر أنه موقف تاريخي يكاد يعترف رسميا بمغربية الصحراء خاصة حين يتحدث عن القيام بخطوات لضمان الوحدة الترابية للبلدين. وهذا يدل على أننا امام منعطف سياسي ودبلوماسي سيكون له ما بعده.