الأربعاء 24 إبريل 2024
مجتمع

عزيزة مخشان: حان الوقت لتخصيص دعم للأسر التي يوجد بها مسن مريض 

عزيزة مخشان: حان الوقت لتخصيص دعم للأسر التي يوجد بها مسن مريض  رئيسة جمعية أصول المسنين المرضى عزيزة مخشان
دعت عزيزة مخشان، رئيسة جمعية أصول المسنين المرضى،  إلى ضرورة  فتح مصلحة خاصة للمسنين المرضى في المراكز الاجتماعية لطب الشيخوخة، مادام أن الهدف هو الحفاظ على الترابط الاجتماعي. وأضافت أنه لا يجب التعامل مع قضايا المسنين بطريقة موسمية....

 ماهي العوامل التي دفعت إلى التفكير في تأسيس جمعية للمسنين المرضى؟
لقد كانت هناك تجربة شخصية وراء تأسيس جمعية المسنين المرضى مع الوالدة التي كانت طريحة الفراش لمدة طويلة، حيث واجهنا مشكلا كبيرا في المساعدة التقنية. فقد كان الأمر يتطلب في كل مرة أخذها إلى طبيب في تخصص محدد، علما أن الأمر يحتاج إلى طبيب للشيخوخة، الذي للأسف لا يوجد في المغرب.
 
إذن تجربة شخصية هي التي كانت وراء تأسيس جمعية مسنين المرضى؟
نعم، وذلك من أجل مد يد المساعدة لأناس آخرين، وحتى تبقى صدقة جارية. وقد تم تأسيس الجمعية في 2016.
 
هل تعتقدين أن قضية وضع الأبوين المسنين في مراكز الإيواء بدأت في الانتشار في المغرب، أم أن هناك تحفظا حول هذه القضية؟
التحفظ هو الذي يوجد حاليا في طريق الاندثار، حيث أصبحت بعض العائلات تفضل وضع آبائها المرضى والمسنين في مراكز الرعاية الاجتماعية، لأن التكلفة تكون مكلفة ماديا ومعنويا وتحتاج الكثير من الوقت من قبل أفراد الأسرة، والأمر يحتاج إلى تدخل الدولة من أجل تقديم الدعم المادي والتقني للأسر من أجل رعاية هؤلاء الأباء المرضى، لأنه لو كانت كل أسرة يوجد بها مساعدة اجتماعية لما فرط الكثير من الأسر بوالديها، فأمرض الشيخوخة تستلزم رعاية 24 ساعة / 24 ساعة.
 
ولكن هناك من ينتقد وضع الوالدين المرضى في مراكز الرعاية الاجتماعية، لأن ذلك ضد الثقافة الإسلامية التي تؤكد على الإحسان بالوالدين؟
أكيد أن وضع الوالدين المسنين في مراكز الرعاية الاجتماعية هو ضد الثقافة الإسلامية، كما أنه سيؤثر نفسيا على هؤلاء الأباء. ولكن إذا كان هو الحل الوحيد فليس هناك هروب منه. وشخصيا لا أشجع على وضع الوالدين في دور الرعاية الصحية، ولكن أعتقد بأنه من الأحسن وضع الوالدين المرضى في تلك الدور أحسن بكثير من عيشهم كمشردين، على اعتبار أن وثيرة وجود الكثير من المسنين في الشوارع في تزايد.
 
هناك من يقول إنه لابد على الحكومة وضع منذ الآن استراتيجية علمية وعملية للتعامل مع الشيخوخة، خاصة أن نسبة الشيخوخة في 2050 ستكون مرتفعة جدا بالمغرب؟
لابد من الاستعداد منذ الآن، وذلك بإحداث برنامج وطني لرعاية المسنين المرضى، حيث لابد من إعادة فتح شعبة تخصص الطب الشيخوخة في المستشفيات الجامعية وتأهيل الممرضين والمساعدين الاجتماعيين من أجل التكفل بهذا النوع من المرضى، بالإضافة إلى ضرورة تخصيص دعم للأسر التي يوجد بها مسن مريض، ومنح المجانية للعلاج بالنسبة للمسنين المرضى.
 
هل تعتقدين بأنه حان الوقت للرفع من عدد دور الرعاية الاجتماعية بالبيضاء للمسنين بالبيضاء، أم أنه لابد من التفكير في طرق أخرى للاهتمام بهذه الفئة؟
أعتقد بأنه لا يجب زيادة عدد دور الرعاية الاجتماعية، ولكن لابد من فتح مصلحة خاصة للمسنين المرضى في المراكز الاجتماعية للطب الشيخوخة، مادام أن الهدف هو الحفاظ على الترابط الاجتماعي. وتدخل الجمعية يهم الشق التقني الذي يتعلق بتقديم معدات طبية وأدوية، بالإضافة إلى الجانب الثاني المتعلق بتكوين الأقرباء لرعاية الوالدين.
 
هل تحصل الجمعية على دعم من قبل المجالس المنتخبة أو المبادرة الوطنية للتنمية البشرية؟
لحد الساعة لم نتقدم بأي طلب من أي جهة كانت، ولكن حاليا نحن في حاجة إلى الدعم بسبب تزايد عدد الاحتياجات. وقضية الشيخوخة تحتاج إلى الكثير من الخطوات ومن بينها التركيز في التعليم الأولي على عنصر الاهتمام "بالناس الكبار"، بالإضافة إلى ضرورة المواكبة الإعلامية كما حدث قبل سنوات، حيث كانت هناك وصلة إعلانية تؤكد على ضرورة الاهتمام بالمسنين.
 
هناك من يتعامل مع قضية الشيخوخة بشكل موسمي، حيث يتم الحديث على هذه القضية خلال فاتح أكتوبر من كل سنة، تم تتوارى هذه القضية إلى الخلف، ما هو رأيك؟
 فاتح أكتوبر لابد أن يكون فرصة لجرد ما حدث خلال هذه السنة بالنسبة للمسنين وكذا الاستراتيجيات المستقبلية، ولا يجب التعامل مع قضايا المسنين بطريقة موسمية، فالشيخوخة لن تمس أناس دون غيرهم، بل هي قدر كل إنسان أطال الله في عمره.