الخميس 28 مارس 2024
سياسة

الوالي مصطفى السيد الوحدوي أو الاغتيال الذي تلطخت بدمائه أيادي المخابرات الجزائرية

الوالي مصطفى السيد الوحدوي أو الاغتيال الذي تلطخت بدمائه أيادي المخابرات الجزائرية أبو نعمة نسيب (يمينا) والراحل الوالي مصطفى السيد

علم من مصادر موثوقة أن أوراق الملف السري لاغتيال مؤسس “البوليساريو” الوالي مصطفى السيد فوق الأراضي الموريتانية منتصف السبعينات، والتي اختفت من أرشيف المخابرات العسكرية الجزائرية بعد اغتيال رئيسها السابق الوزير الأول قاصدي مرباح، ظهر جزء منها في سياق التحقيقات التي تجريها عائلة الفقيد لمعرفة قتلة مرباح .

 

وحسب معلومات مؤكدة فإن مؤسس البوليساريو الوالي مصطفى السيد، الذي عاش حياته في المغرب بين تارودانت ومراكش والرباط، ظل على علاقات وطيدة مع عائلات وعدها قبيل رحيله بفتح مفاوضات جدية مع الوطن الأم “المملكة المغربية” لكسر خيوط الانفصال التي وضعها في يديه الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين والراحل معمر القذافي… وكان الوالي، شهرين قبل اغتياله، قد فاتح آل ماء العينين بأنه مستعد لحوار بناء و جاد مع المغرب، و بأنه مقتنع بأن حل القضية الصحراوية في المغرب ومع المغرب… وبأنه سيفاتح “مسعادية” مسؤول البوليساريو في حزب جبهة التحرير الجزائرية الحاكم...

 

وحسب نفس الأوراق السرية التي تسرب جزء منها إلى مصادر “الناقوس”، فإن لقاء تم بين الرجل الثاني في المخابرات العسكرية الجزائرية يزيد زرهوني (و هو كان من أقرب المقربين للرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة وسبق له أن عينه وزير للداخلية في بداية عهدتيه الأولى والثانية) وبين رئيس البوليساريو نهاية 76 بعد معركة أمغالا التاريخية التي خسرها عسكر الجزائر، وقيل أن يزيد هدد الوالي بالتصفية إن هو حاول فتح حوار مع المسؤولين المغاربة... و يقال -والعهدة على الراوي- أن الوالي السيد أبلغ “وزيره” في الخارجية آنذاك ابراهيم الحكيم الذي عاد إلى الوطن الام تلبية للنداء الوطني (إن الوطن غفور رحيم) بهذا التهديد...

 

وحسب نفس المصادر فإن اجتماعا ضيقا ضم الراحل بومدين، وبوتفليقة، ومسعادية، وسليمان هوفمان..، وقاصدي مرباح عقد في “المرادية” لترتيب وضع البوليساريو وهيكلة قيادته، وإبعاد المشكوك في طاعتهم، والحد أيضا من ارتباطاتهم مع الليبيين… وخلال هذا اللقاء تقرر التخلص من الوالي مصطفى السيد (بعد تقرير قدمه مسؤول المخابرات في الحزب الحاكم سليمان هوفمان حول محاولات الوالي التقرب من المغرب والاتصالات التي رصدتها أجهزته مع بعض الفعاليات الصحراوية داخل التراب المغربي)... ويقال أن بومدين غضب كثيرا، وأمر بتصفيته عسكريا أثناء تواجده فوق الأراضي الموريتانية، ووافق الجميع باستفتاء رئيس المخابرات نفسه الراحل قاصدي مرباح الذي طالب بضبط النفس و التأني في الموضوع...

 

وحسب نفس المصادر فإن بومدين أمر الجنرال “المانشو” عطايلية المعروف بعدائه السافر للوالي بالإشراف على عملية تصفيته في الميدان... وتنظيم جنازة وطنية له ومحو ملامح الجريمة النكراء التي ارتكبها النظام الجزائري لضرب أي تقارب بين المغرب وسكان صحرائه... ويقال أن نفس سليمان هوفمان هو من اقترح الراحل عبد العزيز المراكشي لطي صفحة الراحل الوالي مصطفى السيد، وقبر ملفه إلى الأبد...

 

... وها هي الجريمة تعود إلى السطح، والبوليساريو غارق في تناقضاته فوق مخيمات تيندوف التي أصبحت مقبرة لكل صحراوي حاول فضح واقع “المؤامرة” التي استهدفت وحدة المغرب باسم مبادئ لا يجمعها “بالنظام الجزائري” إلا الخير والإحسان...

 

فرحمة الله على فقيد وحدة المغرب الوالي مصطفى السيد… والخزي والعار “لمانشو” عطايلية ومرتزقته الذين نفذوا المذبحة بأمر من بومدين...

 

أبو نعمة نسيب - كريتيبا - البرازيل