الجمعة 26 إبريل 2024
اقتصاد

رحلة "نيسان" تنتهي ببرشلونة والوجهة الجديدة هي المغرب

رحلة "نيسان" تنتهي ببرشلونة والوجهة الجديدة هي المغرب "نيسان" قررت، مرغمة، تفكيك كل روبوتات مصنعها في مدينة برشلونة الإسبانية

هي "قصة اقتصادية يابانية" بكل المقاييس، أن تنهي "نيسان" رحلتها  بعد 38 سنة بإسبانيا، نهاية حزينة على كل أبطالها، في ظل وضع اقتصادي كان بصدد تلاوة أرقام العد العكسي، قبل ظهور الوباء. إنها قصة "نيسان" الذائعة الصيت، خاصة في دول الخليج، والتي ستنهي مغامراتها مع نهاية 2021.

 

قالت مصادر اقتصادية إسبانية، في تحليلها لوضع هذه المؤسسة الاقتصادية الرائدة في صناعة السيارات عالميا، إن "نيسان" قررت، مرغمة، تفكيك كل روبوتات مصنعها في مدينة برشلونة الإسبانية، بعد أزيد من ثلاثة عقود من الجد والمثابرة والإنتاج، وهو الخبر الذي نزل كالصاعقة على كل العاملين، يوم الخميس 16 دجنبر 2021.

 

منذ أن فتحت "نيسان" مصنعها في برشلونة في سنة 1983 لم تتمكن منذ ذلك التاريخ إلى غاية 2021، سوى من إنتاج 3 ملايين و345 ألف سيارة، أي بمعدل 88 ألف سيارة في السنة، جزء كبير منها تم تسويقها على المستوى الدولي، فيما أنتج مصنع مجموعة "رونو المغرب" بالمغرب خلال 2019 ما مجموعه 394 ألف و902 مركبة، منها 303 ألف و558 مركبة أنتجت بمصنع "رونو" بطنجة، و91 ألف و344 مركبة بمصنع "رونو" بالدار البيضاء "صوماكا"، بزيادة بنسبة تجاوزت 9 في المائة مقارنة بسنة 2018.

 

كل هذا والمغرب يشهد نموا متسارعا في صناعة السيارات مع استقرار شركات عالمية في البلاد مثل "رونو وبوجو" الفرنسيتين وشركة "بي واي دي" الصينية لصناعة السيارات الكهربائية، قبل أن تلحق بهم قريبا شركة "نيسان" اليابانية، في وقت تتجه شركات عالمية أخرى مثل مجموعة "فولسفاغن" الألمانية و"تويوتا" اليابانية إلى الدخول في هذا السباق وإحداث مصانع لها بالمملكة المغربية. وكما هو معلوم فشركة "صناعة السيارات الإيطالية تورينو"، المعروفة اختصارا بـ "فيات"، قد أنهت دورها الإنتاجي في المغرب سنة 2003 من خلال بيع حصتها في الشركة المغربية لصناعة السيارات، إلى "رونو المغرب". وفي مجال استقطاب شركات السيارات الأمريكية، تسعى "فورد" الأمريكية إلى الاستقرار بالمغرب، ويتوقع أن تحط بمدينة الداخلة.

 

وفي أفق تأكيدات اقتصادية، يتوقع أن تحط "نيسان"، رحالها بمدينة طنجة بعد إغلاق مصنعها الوحيد في مدينة برشلونة، حيث ترغب الشركة إلى نقل أنشطتها إلى المملكة المغربية، بهدف الاستفادة من اليد العاملة الرخيصة بالدرجة الأولى والإعفاء الضريبي خلال السنوات الخمس الأولى.

 

ومن العوامل التي تدفع بـ "نيسان" لتتموقع بالمغرب والاستقرار فيه، والضبط بمنطقة "أوتوموتيف سيتي" الصناعية بالقرب من ميناء طنجة المتوسط بالمغرب، كونها تتواجد بها  العديد من شركات السيارات، وتوفرها على إمكانيات مهمة لتصدير السيارات إلى أي منطقة في العالم، إضافة إلى كونها معبرا نحو القارة الإفريقية، وممرا بحريا نحو الأمريكيين.

 

ورقة اقتصادية جديدة سيربحها المغرب الذي أصبح منافسا شرسا لعدد من البلدان في قطاع صناعة السيارات وعلى رأسها الجارة إسبانيا. إلى جانب "نيسان" فالقدوم إلى المغرب، سيرفع من ترتيب المملكة المغربية، التي تحتل المرتبة الأولى عربيا، والمرتبة الثالثة عالميا من حيث التنافسية في صناعة السيارات، بعد الهند والصين.

 

ويذكر أن عائدات صناعة السيارات على اقتصاد المملكة بلغ 31.6 مليار درهم، حسب آخر الأرقام، في بلد يضم 251 معملا لصناعة السيارات، ويوظف أكثر من 160 ألف شخص في هذا المجال.

 

ومن جهتها صنّفت "الجمعية الأوروبية لصناعة السيارات" المغرب في المركز الخامس ضمن قائمة الدول المصدرة للسيارات إلى دول الاتحاد الأوروبي، سنة 2019، ليأتي بذلك خلف عمالقة صناعة السيارات بعد كل من الولايات المتحدة الأميركية واليابان وكوريا الجنوبية والصين.

 

وقال امحمد التازي، مدير قطب التواصل بـ ”رونو” المغرب، إن مصنع “رونو نيسان” طنجة سجل خلال شهر أبريل 2021 مستويات قياسية على مستوى معدل الإنتاج اليومي من السيارات؛ مضيفا أنه “بشكل عام، لقد تم بلوغ هذا الإنجاز بفضل سياسة التحسين المتواصلة التي يقودها المصنع على مستوى عملياته الإنتاجية وطرق تسيير فرق الإنتاج".