الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

العائلات المغربية المطرودة من الجزائر: وتستمر المعاناة في انتظار جبر الضرر

العائلات المغربية المطرودة من الجزائر: وتستمر المعاناة في انتظار جبر الضرر وقفة احتجاجية سابقة للمغاربة ضحايا الطرد التعسفي من الجزائر (أرشيف)
تعتزم "جمعية المغاربة ضحايا الطرد التعسفي من الجزائر" التي يترأسها، محمد الشرفاوي، تنظيم ندوة صحفية يوم السبت 18 دجنبر 2021 على الساعة الرابعة بعد الزوال، بمقر نادي الصحافة بالرباط، تحت شعار: "من أجل إنصاف المغاربة ضحايا الطرد الجماعي التعسفي من الجزائر سنة 1975".
وتحيي هذه الذكرى 46 لعملية التهجير الجماعي التعسفي للمغاربة من الجزائر سنة 1975، والذي يصادف يوم 18 دجنبر من كل سنة.
فيما يلي ورقة عن واقعة إنسانية يندى لها الجبين في تاريخ الإنسانية: 
 
بلا كلل وعلى الرغم من مرور 46 سنة على هذه الأحداث، يستدعى منا المقام التذكير بها، كأحد واجبات حفظ الذاكرة وليس مجرد رثاء. التذكير بهذه الأحداث يتعلق، بطرد 45 ألف عائلة مغربية من الجزائر في دجنبر 1975، بشكل تعسفي وبدون سابق إنذار، في وقت كان فيه العالم الإسلامي يحتفل بعيد الأضحى المبارك، وهي مناسبة تكتسي طابعا مقدسا، وتترجم فيها قيم الإحسان ويسود خلالها التسامح إتجاه الآخرين، لتظهر بشاعة ولا إنسانية ورعونة هذا السلوك الذي إستهدف هؤلاء المغاربة، بدون الأخذ بعين الإعتبار ما ترمز له هذه المناسبة الدينية لدى كافة المسلمين.
ووجدت العائلات، التي عانت جسديا من ظروف البرد القارس، ومن عنف الطرد على المستوى النفسي، نفسها خارج ديارها، وأصبحت إما في ضيافة أفراد من عائلاتها الذين وفروا لهم المأوى، كتعبير عن التضامن، أو تحت الخيام التي نصبتها على عجل السلطات المغربية التي صدمت لهول المفاجأة.
فالمطرودين لم يكن لهم في ظل هكذا وضع مأساوي، سوى ذرف الدموع، لأن كل ما كان يملكونه من منقولات وعقارات بقيت خارج الحدود المغربية، هناك في الجزائر، البلد الذي منحوه الكثير من الحب والتضامن خاصة خلال معركة الشعب الجزائري ضد المستعمر الفرنسي من أجل نيل الإستقلال.
وبعيداً عن محنة استئناف الحياة من نقطة الصفر، يظل هناك سؤال قائم مزعج ويائس لا يجيب عليه أحد: لماذا؟
سؤال وإجابات في هذا السياق يتعين هنا الإجابة عن هذا السؤال "لماذا؟" وتناوله من مختلف جوانبه، ليس من منطلق التعطش والرغبة في الانتقام أو الكراهية، بل من أجل تكريم هؤلاء الآلاف من الأشخاص الذين جردوا من كرامتهم الإنسانية، فضلا عن كل ممتلكاتهم وأغراضهم. 
وكواجب من واجبات الذاكرة، ورغبة في الاعتراف وفي قراءة تاريخية لمسارات الهجرة، بادر رجال ونساء بتأسيس جمعيات ونقلوا هذا الجزء من التاريخ وطنيا ودوليا، ليخرجوه من غياهب النسيان والتعتيم التي أغرق فيها.
ولا يمكن في هذا الصدد إلا توجيه تحية إجلال وإكبار لهذه الجمعيات التي تطوعت للنضال من دون مقابل، بل وبوسائل مالية وبشرية جد محدودة. ولازالت تواصل هذا العمل دون أن يعتريها الخوف وذلك وفق مقاربة اجتماعية وإنسانية تستحق كل الاحترام والتنويه.
وضمن هذه السيرورة فإن التجمع الدولي لدعم العائلات ذات الأصل المغربي المطرودة من الجزائر سنة 1975، إذ يعلن دعمه الكامل لهذه الأنشطة، فإنه يدعو أيضا إلى تتويج هذا الانخراط بتوحيد الجهود وتعاضدها والتنسيق بين كافة الجمعيات على أساس ميثاق واضح ومشترك.
وعلى صعيد آخر فإن التجمع الدولي لدعم العائلات ذات الأصل المغربي المطرودة من الجزائر سنة 1975 (الذي تأسس في 28 فبراير 2021) عازم على أن يسلك مسارات عملية من خلال اتباع الطرق القانونية والترافع لدى أصحاب القرار السياسي وذلك من أجل:

- اعتراف السلطات الجزائرية بهذه المأساة الإنسانية.          
- تسليط الضوء بشكل موضوعي، على الأحداث وإعادة بنائها في شموليتها، بهدف حماية ذاكرة الضحايا المباشرين وغير المباشرين.
- التفكير في جبر الضرر المعنوي والمادي جراء هذا الظلم.
- فتح الحدود بين البلدين المعنيين الجزائر والمغرب، بغية تمكين العائلات والأقارب من الالتئام من جديد.
- ويعبر التجمع الدولي لدعم العائلات ذات الأصل المغربي المطرودة من الجزائر سنة 1975 عن إشادته بالتعاون الفعال والتضامني القائم بينه وبين المنظمة المغربية لحقوق الإنسان الذي سيتم تجسيده علنيا ورسميا خلال الأيام المقبلة.
- ويعتزم التجمع مواصلة أعماله مسترشدا في ذلك بالحقيقة التاريخية المتمثلة في حتمية وحدة الشعوب وعيشها المشترك في سلام وتضامن إنساني. كما يدعو بهذه المناسبة كافة الجمعيات ومكونات المجتمع المدني إلى الإنضمام لإنجاح هذه التعبئة، بغية تعزيز حقوق الإنسان.