الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

وحيد مبارك: الدارالبيضاء من الترييف إلى التوريش

وحيد مبارك: الدارالبيضاء من الترييف إلى التوريش وحيد مبارك
تمخض الجبل فولد فأرا، كيف لا و"الهيلالة" التي تم تخصيصها لما يعرف ب "الكرة الأرضية"، لا تأخذ بعين الاعتبار الزمن الذي تم هدره و "التلف" الذي رافقه، إذ لم يصدق مدبرو الشأن الترابي في جماعة الدارالبيضاء أنفسهم، وهم يجدون أمامهم قشّة لكي يتعلقوا بها، علّها تُنسي الجميع أعطاب الدورات/الخطوات الأولى من "حبو" المجلس الحالي، وتبعد الانتباه عن الميزانية "المعطوبة"، وعن تزكية ميثاق "للتغول"، وغيرها من العلل التي كان يجب الانصراف لتشخيصها تشخيصا دقيقا وإيجاد العلاج لها، والتي يمكن للجميع ومن خلال "جولة" بسيطة في الفضاء الازرق تحديد أعراضها بكل وضوع وبعيدا عن كل لبس أو غموض.
وأنا أتابع صور "الفتح الكروي"، كغيري من البيضاويات والبيضاويين، وجدتني أطرح سؤالا تتقاطع فيه علامات استفهام عدة. ولا أدري فعلا، إن كان يحق لأي كان أن يسوّق لنا وهما، ويتبنى مولودا، لا هو بالخديج، ولا بالمولود "الطبيعي"، ولا هو ب"الشرعي" بالأساس، لأن الأمر يتعلق ب "كائن" هرم، وشاخ كل من ظلوا ينتظرون ولادته، أو لنقل مغادرته لغرفة الإنعاش؟
الحقيقة، أن كل المشاريع المتوقفة، وكل الأوراش المفتوحة منذ سنوات، سواء تلك التي قيل أنها سترى النور لأول مرة أو التي تم الإعلان عن إعادة تأهيلها، ولم يتم احترام الآجال التي تم تحديدها لها، وسقفها الزمني لكي ترى النور، وجب محاسبة كل المسؤولين عن تعثرها، وعن المال العام الذي يُهدر بناء عليها، وعن كلفة هذه الأوراش ووقعها على الحياة اليومية للبيضاويين، صحيا في الشق العضوي والنفسي معا، واقتصاديا، بسبب تعدد الحوادث، وارتفاع حجم الأعطاب بفعل الحفر، وغياب علامات التشوير، واستهلاك المحروقات وتلويث البيئة، وما إلى ذلك...
يعتقد البعض أن كل هذه الفوضى هي بسيطة، وأنها بمثابة قدر يجب التعايش معه، والحال أنها قهر، وايذاء عمدي، مادي ومعنوي، عن سبق إصرار وترصد وب "أركان" كاملة للضرر، فاتورته ثقيلة وكلفته باهظة، ومن شأن عدم ربط المسؤولية بالمحاسبة، تكريسه غدا بمنسوب أكثر ووقع أكبر، والتشجيع على المزيد من "توريش" مدينة تنعت بكونها ذكية وعاصمة للمال والأعمال إلى أجل غير مسمى؟