الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
جالية

عبد الله الشفعاوي يشرح تداعيات تمديد السلطات الكندية لمنع دخول المغاربة 

عبد الله الشفعاوي يشرح تداعيات تمديد السلطات الكندية لمنع دخول المغاربة  عبد الله الشفعاوي (يمينا) الوزير الأول الكندي، جيستان تريدو(يسارا) و مشهد لطائرة "لارام"
لقد مددت كندا منع دخول  المغاربة عبر الخطوط الجوية الملكية إلى غاية 28 أكتوبر 2021، بدعوى الاحتراز من كوفيد 19، هذا بعدما كانت قد بررت المنع السابق الذي قررته قبل شهر بتزوير جوازات اللقاح!!
ومواكبة لهذه التطورات المثيرة اتصلت
"أنفاس بريس" بعبد الله الشفعاوي الأستاذ الجامعي من المغاربة المقيمين  بكندا وأجرت معه الحوار التالي:

 
ما هو في نظرك مبرر كندا في قرار تمديد المنع في الوقت الذي ضرب فيه المغرب بيد من حديد على كل من ثبت في حقه التزوير، بل إن الوضعية الوبائية في كندا أصبحت اليوم أفظع من المغرب؟ 
 
بالفعل تم تمديد تعليق رحلات الركاب التجارية والخاصة  القادمة مباشرة من المغرب، الجاري منذ 29 غشت حتى 29 أكتوبر 2021. وقامت الحكومة الكندية بتحديث المعلومات لهذا الغرض على موقعها على الإنترنت للمسافرين في وقت متأخر من يوم الجمعة 24 شتتبر 2021، إذ أقرت بأنه يتعين على الركاب الذين يسافرون إلى كندا من المغرب عبر طريق غير مباشر اختبار pcr فيروس كوفيد COVID-19 السلبي في بلد ثالث قبل مواصلة رحلتهم نحو كندا، وفقًا لمذكرة الحكومة. ويحتاج المسافرون الذين يرغبون في السفر إلى كندا، ثبتت إصابتهم بالفعل بفيروس COVID-19، إلى تقديم دليل على نتيجة إيجابية في الاختبار الجزيئي لـكوفيد COVID-19. وكان من المفترض أن يتم تنفيذ ذلك قبل 14 أو 18 يوما من مغادرتهم، بدلاً من مطالبتهم بنتيجة سلبية في اختبارجزيئي لـ COVID-19.
كما تطلب هيئة النقل الكندية الحصول على هذا الإثبات في بلد ثالث قبل رحلة المتابعة إلى كندا. لذلك سيتعين على المسافرين التخطيط لدخول دولة ثالثة والبقاء هناك في الحجر الصحي لمدة 14 يومًا على الأقل.
والواضح أن الحكومة الكندية مددت تعليق رحلات الركاب التجارية والخاصة  القادمة مباشرة من المغرب لنفس الأسباب التي علقت بها الرحلات إلى المغرب في أول قرار، وذلك بعد ضبط نسبة كبيرة من الوافدين من المغرب مصابين بالفيروس، مما شكك في نتائج اختبار كورونا 19 بالمغرب..)
هذا القرار في رأي الحكومة الكندية هو  من أجل حماية مواطنيها من عدوى هذا الوباء رغم ما وصلت إليه الوضعية الوبائية من تدهور في كندا.
 
أليس المغرب  هو من عليه أن يخاف  من العدوى ويغلق الأجواء في وجه القادمين من كندا؟
 
في الحقيقة المغرب هو المتضرر الأكثر نظرا للوضعية التي وصلت إليها كندا من عدد المصابين بهذا الفيروس، إلا أن للبلدين مبررات مسؤولة وعاطفية.
فكما سبق أن قلت فالحكومة الكندية أتخذت القرار لحماية مواطنيها، كما أن الحكومة المغربية بدورها  لم تغلق حدودها في وجه  أبنائها، خصوصا في  في وقت يتزامن مع العطل ووفود جالية مغربية مرة واحدة في السنة لقضاء العطلة وزيارة الأحباب والأصدقاء.
 
كيف تتدارك في نظرك كندا قرار المنع هذا الذي جعل العديد من المغاربة عالقين في المغرب، مما يصعب  عليهم  التحاقهم بمقرات عملهم وكذلك التحاق أبنائهم بالدراسة في كندا؟

 
لاأعتقد بأن الحكومة الكندية ستتراجع عن قرارها، كما أن مؤسسة "تأمين التوظيف" تحول تعويضات مالية في حساب من لم  يلتحق بعمله. فما على كل عالق في المغرب إلا أن  يقدم طلبا عبر الإنترنيت. كما أن على"الحاصلين" في المغرب أن يراسلوا عبر الأنترنيت المدارس التي يدرس بها أبناؤهم وسيتوصلون بالدروس عبر الأنترنيت وعند رجوعهم ستعطاهم دروس في المراجعة.
 
هل هنالك إمكانيات  للتدخل لدى السلطات  الكندية لحل هذه المشكلة، خصوصا  وأن المغرب يعيش حاليا في ظل حكومة تصريف الأعمال فقط في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة  المنبثقة عن  الانتخابات الأخيرة؟ 
 
تجري هنا في كندا عدة تدخلات في هذا الشأن، علما بأن تعداد أفراد الجالية المغربية يفوق 120 ألف فرد. وقد قام مهاجرون مغاربة سواء من داخل هذا البلد أو  من العالقين -الحاصلين- بالخارج، بوقفات احتجاجية ومساع بخصوص هذا القرار ووجهت ملتمسات للحكومة الفيدرالية والحكومات الجهوية ولبعض البرلمانيين. ومن المنتظر أن تؤخذ مختلف هذه المبادرات بعين الاعتبار. 
نظرا لما تربط بين البلدين من علاقات طيبة، علما بأن تعداد الجالية المغربية بهذا البلد يفوق 120 ألف نسمة. وبالتالي فليس من مصلحة أي طرف أن تعكر صفو هذه العلاقات شائبة من الشوائب.