تخطو أسود الأطلس الخطوة الأولى في الطريق إلى مونديال قطر، بانتصار صغير على المنتخب السوداني بهدفين نظيفيـن، وإذا كان الأهم هو حصد نقط المباراة، بشكل يقوي جرعات الإرادة في مناقشة المباريات القادمة بما يلزم من الجدية والحماس والواقعية، فإن الوجه الشاحب الذي ظهر به الأسود في أول نزال مونديالي، يجعلنا كجمهور، أمام منتخب فاقد لمقومات البطل الذي يمكن الرهان عليه لكسب إحدى ورقات الجواز إلى مونديال قطر، فقد غابت الجاهزية والاستعداد والشراسة والانضباط التكتيكي واللعب الرجولي، وقبل هذا وذاك، غابت روح الفريق وغاب معها التجانس والتميز وحسن البناء والإبــداع والمردودية والفاعلية، وما عمق من بـؤرة الخيبة والقلق، أن الفريق السوداني أبان عن مستوى كروي دون المتوسط، ومع ذلك فشل الأسـود في التوقيع على مباراة، ترفع من منسوب الثقة والأمل، وتعبد الطريق نحو المونديــال.
ليست لنا خبرة فنية ولا كفايات تكتيكية، حتى ننخرط في وضع المباراة تحت مجهـر التحليل الفني والتكتيكي، لكن العين المجردة، التقطت " أســود أطس" أصابها الضعف والوهـن، ولم تعد قادرة على الزئيــر المعهود، على غرار ما صنعت في أزمنة سابقة، كان آخرها المستوى الطيب الذي أبانت عنه في ملاعب روسيا في إطار المونديال الروسي، حيث حضرت الشراسة والأداء الرجولي والانضباط التكتيكي، واليوم، لم تستقر كفة الأسود، وحتى "التشكيلة" لم تستقـر على حال وبات التجريب سيد الموقف بالنسبة لمـدرب لازال يبحث عن التشكيلة النموذجية التي يمكنه التعويل عليها، لمواصلة الطريق نحـو المونــديال، وماهو بـاد للعيان، أن المنتخب تنقصه الهويــة كما تنقصه شراسـة وأناقــة وكبرياء الأســود، مما يجعل الطريق المونديالي طويـلا وشاقا وعسيــرا، وحتى "كأس إفريقيا" المقبل، بــات الظفر بـه، أمـرا صعب المنــال في ظل تطور مستوى الكرة الإفريقية، ما لم ينهض الأسود وينفضوا عنهم غبـار الخمول والتواضــع، ويعودوا إلى سالف زئيرهـم، على أمل أن يتم تصحيح المسار وتدارك مواطن الضعف والقصــور، من أجل تملك منتخب وطني مغربي قـوي وتنافسي يلبس ثوب البطل، ويرفــع من جرعات "تامغربيت" في زمن التواضـع والتراجــع، وفي جميــع الحالات، فثلاث نــقط، تبقـى انطلاقة حقيقية وسليمة، في انتظـار الأفضل والأجــود في قادم المباريات، في طريق مونديالي، لا مكان فيه للضعفـاء والبسطاء والمتردديـن والعاجزيـن والمتهاونيـن.