Tuesday 24 June 2025
سياسة

عبد الحميد الوالي: العداء الجزائري ضد المغرب لغز حير العديد من المراقبين

عبد الحميد الوالي: العداء الجزائري ضد المغرب لغز حير العديد من المراقبين عبد الحميد الوالي ومشهد من حرب الرمال
قال عبد الحميد الوالي، أستاذ القانون الدولي والخبير في قضية الصحراء، في مقال مطول بالفرنسية نشره موقع " ميديا 24 "، إن العداء الذي أبدته الجزائر تجاه المغرب منذ استقلالها عام 1962، يعد لغزًا حقيقيًا من قبل العديد من المراقبين الأجانب. وقال بأن هذا العداء يجد تفسيره في طبيعة السلطة في الجزائر، والتي تفتقد للشرعية الديمقراطية أو على الأقل التاريخية الأمر الذي يجعل هذا العداء ضروري لاستمرارها.

وأشار عبد الحميد الوالي إلى أن الجزائر ومنذ استقلالها في عام 1962، شنت حربًا حقيقية ضد المغرب، بعد أن تراجعت عن الالتزام الذي قطعته قبل عام لتسوية قضية الحدود من خلال المفاوضات، إذ اتخذت هذه الحرب شكلاً معلنًا ("حرب الرمال" عام 1963).

 كما تطرق الخبير الدولي إلى دعم الجزائر منذ منتصف الستينيات للسياسة الاستعمارية الإسبانية الهادفة إلى إنشاء دولة مصطنعة في الصحراء، رغم إبرام المغرب معاهدة لتسوية مشكل الحدود مع الجزائر عام 1972، وهي المعاهدة التي تنص على التزامها بدعم المغرب في مساعيه لاستعادة الصحراء.
 
بل إن موقف الجزائر – يضيف الكاتب - ازداد تشددًا بعد استعادة المغرب للصحراء عام 1975، فمنذ هذا التاريخ قررت الجزائر تولي زمام السياسة الإسبانية، وهكذا ، فرضت سيطرتها على جبهة البوليساريو وشجعتها على شن هجمات مسلحة ضد الأراضي المغربية، بالإضافة إلى خلق مخيمات مصطنعة للاجئين من خلال النقل القسري لعشرات الآلاف من الصحراويين إلى معسكرات عسكرية في تندوف تحت سيطرة ميليشيا البوليساريو المسلحة، وهي نفس المعسكرات التي شهدت تأسيس ما سمي ب " الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية " المزعومة.

وأضاف الوالي أن الجزائر قامت أيضا بتخريب أي مبادرة تهدف إلى تسوية نهائية لنزاع الصحراء، ولا سيما من خلال التلاعب بعملية تحديد الهوية، وهو شرط أساسي ضروري لتنظيم استفتاء تقرير المصير، أو بمعارضته.
وأخيرًا ، عارضت الجزائر في بعض الأحيان المغرب بشكل مباشر عندما أطلقت العنان لـ "حرب الرمال" أو اشتبكت مع قواتها في أمغالا أو طردت عشرات الآلاف من المواطنين المغاربة.

وأشار الكاتب إلى أن عداء الجزائر محير بالنسبة للعديد من المحللين والدبلوماسيين الأجانب، وضمنهم دبليو زرتمان، الخبير في المنطقة ، الذي عبر عن حيرته عندما كتب أن "الدبلوماسيين سعوا لفترة طويلة لمعرفة ما تريده الجزائر حقًا، طالما أن مسألة (الصحراء) ليست وجودية بالنسبة للحكومة والدولة الجزائرية، بل إنها في أحسن الأحوال (أو في أسوأ الأحوال) مصدر فخر للجيش الجزائري ..

وأشار آخرون أن تصديق المغرب على معاهدة الحدود لعام 1972 التي نفذها الملك عام 1981 لكن بدون تفويض من البرلمان (الذي لم يكن موجودًا في ذلك الوقت)، كان من الممكن أن يخفف التوتر، لا سيما أن الجزائر، التي صادقت على المعاهدة المذكورة في عام 1973، تعتبر أنها نهائية وأنه لا يمكن للمغرب بالتالي التشكيك فيها. في حين لا يزال آخرون يعتقدون أنه إذا كانت الجزائر تسعى إلى الوصول إلى المحيط الأطلسي، فإن حقيقة موافقة المغرب على بناء خط سكة حديد لنقل الحديد من غار اجبيلات إلى المحيط الأطلسي هو في حد ذاته تأمين كافٍ للوصول إلى الأخير، وعلى الرغم من كل هذا لم يكن هذا كاف، فقد يكون الدافع الجزائري هو بالأحرى إضعاف المغرب حسب هؤلاء.

في حين تعتقد مجموعة الأزمات الدولية – يضيف الوالي - أن قضية الصحراء أصبحت ، بسبب تدهور الوضع السياسي الداخلي في الجزائر، قضية جزائرية ـ جزائرية. وبحسبها ، فإن قضية الصحراء انتهت في السنوات الأخيرة (الدراسة تعود إلى عام 2007)، لتصبح قضية علاقات بين قادة الجيش والرؤساء الجزائريين. والنتيجة هي أن العناصر المدنية (العسكرية السابقة في كثير من الأحيان) في الحكومة الجزائرية، بما في ذلك الرئاسة، قد تتم إعاقة جهودهم باستمرار في ما يتعلق بإيجاد حل لقضية الصحراء.