السبت 20 إبريل 2024
اقتصاد

رئيس معهد التوقعات الاقتصادية للعالم المتوسطي: المغرب رائد في العلاقة ما بين أوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء

رئيس معهد التوقعات الاقتصادية للعالم المتوسطي: المغرب رائد في العلاقة ما بين أوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء

ينهج المغرب سياسة طموحة بأفريقيا على المستوى الاقتصادي والسياسي، من خلال الاستثمار الاقتصادي والمالي الكبير الذي تقوم به مختلف المقاولات المغربية في إطار خطة لتعاون بين بلدان الجنوب، وهي سياسية "رابح-رابح" التي يقودها الملك محمد السادس مع هذه البلدان الافريقية، هذه السياسة الملكية الجديدة لتوجه بالأساس نحو البلدان الافريقية، لاقت اهتماما كبيرا في أوساط البحث الاكاديمي بأوروبا وفرنسا على الخصوص. وهي السياسة التي أشاد بها جون لوي غيغو، رئيس "معهد التوقعات الاقتصادية للعالم المتوسطي"، بمناسبة صدور كتابه: "إفريقيا-المتوسط-أوروبا".

بالنسبة لهذا الباحث والموظف السامي في المجال الترابي بفرنسا "إن مستقبل أوروبا سوف يتحدد في الجنوب". ويضيف "هناك أحد أكبر القضايا التي تشغل أوروبا هي الهجرة، التي تتير الخوف، وإذا تأكد الاحتباس الحراري بالمنطقة، فإن هذه الهجرة من اإريقيا نحو أوروبا ستكون بالملايين. وأوروبا سوف تهتم بالجنوب، سواء بفعل مصلحتها أو بفعل الخوف الذي تشعر به. ونحن مجبرون على فهم هذا الخوف لأن السكان يشعرون بالقلق. وإذا أردنا أن يبقى الأفارقة بإفريقيا علينا مساعدتهم على تحقيق التنمية وخلق مناصب شغل بعين المكان. والدفع بهذا المشروع الكبير "إفريقيا، المتوسط، أوروبا"، وكما تلاحظون لقد وضعنا إفريقيا أولا والمتوسط ثانيا وأوروبا في الأخير، وفي الفرنسية إذا أخذنا الحرف الأول لكل اسم فإننا ننطق "أم" التي تعني بالفرنسية الروح. AME

"الرئيس الفرنسي تحدث عن هذا المحور أثناء حملته الانتخابية، والذي سماه "طريق الحرية"، وبذلك نمر من فرنسا-إفريقيا" إلى إفريقيا-المتوسط-أوروبا.. ومن دون شك فإن المغرب العربي له دور أساسي في هذا المحور، والمغرب، على الخصوص، تقدم كثيرا ليكون رائدا في هذه العلاقة ما بين أوروبا وإفريقيا جنوب الصحراء."

وحول الأهداف من هذا الكتاب يقول "نعم هذا الكتاب الذي تم بالاشتراك مع بيير بكوش، ويضم الكتاب ثلاثة حوارات، فهناك الأوروبي مورنتينوس، وهناك متوسطي من تونس وهناك إفريقي، ذلك لأنه إذا لم يكن هناك تعاقد جديد، فإن إفريقيا سوف تتعرض لنهب، هناك قوى جديدة تهتم بثروات إفريقيا، مثل تركيا والصين مما يؤدي إلى الرشوة والنهب. وجاء الوقت للقول إن كل هذا يجب أن يتوقف. لنا عيوب ومزايا، ومصلحتنا اليوم أن نذهب في إطار تعاقد جديد. وأرى أن عدد الفاعلين في هذا الاتجاه الجديد يتزايد باستمرار، وهو المسار الذي اختاره ملك المغرب محمد السادس هو في نفس الوقت بعض الشيء مع أوروبا وأكثر مع إفريقيا."

وحول رؤيته للاهتمام المغربي بإفريقيا، خاصة المقاولات المغربية التي تقترح العمل مع المقاولات الفرنسية من أجل الانفتاح على إفريقيا لمواجهة المنافسة التي تفرضها قوى أخرى مثل الصين والهند وتركيا بالمنطقة "المغاربة لهم مقاولات كبيرة بإفريقيا في مجال الفوسفاط، والنقل والبنوك، وهذا المقاولات المغربية هي جد متجذرة ببلدان افريقيا جنوب الصحراء، ومن المؤكد أن تحالفات بين شركات كبرى، مثل الخطوط الملكية المغربية والخطوط الفرنسية من أجل الاتجاه نحو إفريقيا، هو شيء جد جيد. وبين مقاولات أخرى في المجال لفلاحي والمجال المصرفي هو شيء جيد. لأن الاطروحة التي ندافع عليها في المعهد هو أن الاقتصاد يسير أسرع من عالم السياسة.

وحول البطء الأوروبي في التوجه نحو إفريقيا قارة الفرص والمستقبل، كما قال الوزير الأول الفرنسي أثناء زيارته للغرب مؤخرا، يقول جون لوي غيغو "الصين قوة تجرف كل ما يوجد أمامها، ولهم آفاق، ولهم مشاريع كبرى مثل مشروع طريق الحرير، لكن نقط ضعفهم وقوتهم هو أنهم فاعلون، يعطون قروضا وينجزون القناطر وعدة مشاريع، ويقدمون رشاوى، لكن نقطة ضعفهم أنهم جد نفعيين ولا يقومون بشيء آخر غير ذلك. لكن الأوربيين يمكن أن يقدموا خدمات أخرى مثل الخدمة ما بعد البيع، المساعدة، وتدريب المقاولات الصغرى والمتوسطة، وهذه الخدمات لا يقدمها الصينيون."

- الأصول  المغربية البعيدة لجون لوي غيغو  وانتسابه لقبيلة ايت غيغو قرب ميدلت بالأطلس

حول أصول هذا الفرنسي المغربية، يقول غيغو الذي يفتح صفحة منسية من تاريخ فرنسا، وهي وجود سكان من أصل عربي ومغربي بالجنوب الفرنسي وبمنطقة البروطان والباسك تعود لفترة الفتح العربي للأندلس في القرن الثامن الميلادي واحتلال جنوب فرنسا من طرف جيوش عربية لهذه المناطق لحوالي قرن من الزمن.  يقول جون لوي غيغو "هذه القضية يبحث فيها مؤرخون، هناك قرية متواضعة بالأطلس المتوسط قرب مدينة ميدلت، قرية بسيطة جدا كنت أنتظر أن أجد قرية جميلة مثل وليلي، لكن ليس الأمر كذلك. وهي على ارتفاع 1000 متر قرب واد يسمى واد غيغو، وبدأت التساؤلات: لماذا توجد هذه القرية تسمى غيغو في المغرب، ولماذا نحن جنوب فرنسا نحمل هذا الاسم؟ وكل آل غيغو فرنسا يوجدون على الشواطئ، وهناك اسم اخر "غيو" لكن يوجدون بمنطقة البروطان."

ويضيف هذا المواطن الفرنسي الذي يبحث عن أصوله المغربية "قد قمت رفقة زوجتي اليزابيت بزيارة هذه القرية، وعندما وصلت سألت رئيس الجماعة عن هذا الاسم، والذي قال لي هو الآخر، كنا نرى وزيرة فرنسية زعراء تحمل هذا الاسم، فقلت لهم هذه الزعراء هي في السيارة التي تنتظر خارج المنزل، وأخذناها معنا لأكل الكسكس".

"تاريخ المغرب يقول إننا تعرضنا للغزو بجنوب فرنسا في القرن الثامن الميلادي، وذلك من طرف جيش بربري يقوده مسؤولون عرب. والجيش العربي بقي 70 سنة تقريبا بجنوب فرنسا، وهناك عدة اكتشافات وتواريخ بالمنطقة تدل على هذا التواجد، وهناك معبد يسمى قرب كمايي "بون با" وهو ما يدل عند المسيحيين عندما دفعوا العرب والمسلمين إلى الضفة الأخرى. وهناك قرية بالمنطقة تسمى "فيلار" والذي ينتمي إليها أهل غيغو، ومن المؤكد أن أحد جداتنا أحبت وتزوجت بأحد المحاربين المغاربة يسمى غيغو، فأنا الآخر مهاجر وغير مندمج.. أحد شباب الضواحي قال لي إنه من الجيل الثاني أو الثالث للهجرة، قلت له حتى مهاجر لكن من الجيل 32 تقريبا، ولكنني غير قادر على الاندماج."