الأربعاء 27 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

عبد الواحد السلامي: الحقيقة التي تملأ حياتنا رعبا.. المعلم من مصباح الأمة إلى مذلول الأمة..

عبد الواحد السلامي: الحقيقة التي تملأ حياتنا رعبا.. المعلم من مصباح الأمة إلى مذلول الأمة..

إلى كل الآباء والأمهات، أتمنى أن تصلكم كلماتنا هذه، نحن لا ندعي أننا مسؤولون عن الأخلاق والقيّم، ولكن النصح ضرورة.. واجب.. وحق أيضا.

قضية حساسة جدا هي تلك التي سنطرحها اليوم، فعندما يصبح الجهل حرا طليقا مسيطرا، يهان العلم ورموزه، ويصبح للتعفن الكثير من الوجوه.. قضية لا تعني العائلة التربوية وحدها، بل تشمل كل شرائح المجتمع المغربي، حتى الذين اعتزلوا الحياة العامة..

إنّ تمرد التلميذ على معلمه أو أستاذه، ليس تمردا عليهما وحدهما، وإنما كان وسيبقى تمردا على مجتمعنا كله، فالمدرسة لا يمكن أبدا أن تكون مصدر تربية ونجاح ما لم تتمتع بالهيبة والاحترام، والمعلم يستحيل عليه تقديم العلم لتلميذه إذا فقد قيمته ومعنوياته.

كل العقلاء المغاربة يرون أن استفاقة الأولياء أصبحت ضرورية في واقعنا الذي داهمه القبح والعنف من كل الجهات، لعل وعسى ينقذون ما تبقى من أخلاق وحسنات بقيت في رصيد أولادهم..

نريدها ثورة من توقيع الآباء والأمهات، تكون تكريما لفرسان المدرسة المغربية من معلمين وأساتذة ومسؤولين تربويين.. نتمناها وقفة أبوية تشجيعا للمعلم كي يمارس حريته في تجسيد واجباته التربوية والمعرفية.

لقد تحدثت جهات عديدة على ظاهرة احتقار المعلم والاعتداء عليه أحيانا لفظيا أو جسديا، ولكن للأسف الشديد لم يتخذ الآباء أية قرارات ردعية وتأديبية ضد أبنائهم الذين تسببوا في إذلال معلميهم.. فالاستجابة لطلب مساندة المعلم في حقه الشرعي والإنساني تكريما لقدسية العلم والعلماء.. لكن يبدو أن ذلك لن يتحقق في أقرب الآجال،  ولا أحد بمقدوره إيقاف هذه المأساة.. مادامت بطوننا هي من تصنع أفكارنا ومشاريعنا.

استيقاظ الضمائر يمكن أن يكون خطوة مثمرة عملاقة، إذا ما وجدت الوعي والتثمين والاهتمام من الفاعلين في الوسط الاجتماعي المغربي.

فمتى يا مغاربة تتخذون مواقفا تتناسب مع شجاعتكم وتربيتكم، كي تفخرون يوما بما صنعتم من نجاحات وإنجازات يترجمها أولادكم على أرضية الواقع.. الطريق مفتوح أمامكم لتحقيق الأفضل والأجمل والأرقى، إذا أعطيتم من قلوبكم الكثير.

نتمنى أن نفعل، وتفعلون، كي يشهد لنا الزمان بطوله وعرضه.. وتترحم علينا الأمكنة بعد الرحيل.

نسأل الله الرشد والالتزام.