السبت 20 إبريل 2024
سياسة

العسري: واهم من يظن أن سحب الاشتراكي الموحد رد فعل متسرع وبأنه قرار فردي لمنيب

العسري: واهم من يظن أن سحب الاشتراكي الموحد رد فعل متسرع وبأنه قرار فردي لمنيب جمال العسري، ونبيلة منيب
في سياق الرجة التي تعرفها فيدرالية اليسار الديمقراطي، عقب مبادرة نبيلة منيب سحب اسم الحزب الاشتراكي الموحد من لائحة التحالف الانتخابي لفيدرالية اليسار، رغم تقديم اللائحة من قبل لمصالح وزارة الداخلية، تستضيف "أنفاس بريس"، جمال العسري، عضو المكتب السياسي للاشتراكي الموحد، للتعليق على تداعيات السحب، وكذا مناقشة ما صدر عن قياديين بالحزب من انتقادات لمنيب كونها تتصرف بشكل منفرد وسري خارج هياكل الحزب:
 
*ما هي خلفيات سحب الإشتراكي الموحد لترشيحه المشترك مع حزبي الطليعة والمؤتمر الوطني الاتحادي؟
بداية أشير إلى أن هذا السحب لم يكن وليد اليوم ولا وليد اللحظة. وواهم من يظن أنه رد فعل سريع ومتسرع، وواهم أكثر من يصرخ بأنه قرار " نبيلة منيب ". ما وصلنا إليه اليوم دفعنا إليه دفعا، دفعنا إليه من طرف البعض بإصرار كبير منهم.
نحن اليوم على أبواب أقل من شهرين من انتخابات 8 شتنبر 2021، و لحد الساعة لم يتم الاتفاق على مرشحي الفيدرالية في الدوائر البرلمانية التسعين، فهل هذا أمر مقبول؟ ولحد الساعة لم يتم الاتفاق على وكيلات اللوائح الجهوية، فهل هذا أمر معقول؟ ولحد الساعة لم يتم الاتفاق على الجوانب الأخرى المتعلقة بالانتخابات من مالية ولوجستيك وبرامج وغيرها ... نبهنا مرارا لخطورة هذا التأخر و تمنينا أن يكون غير مقصود.
وأمام هذا التأخر الحاصل ظهرت العديد من المشاكل في العديد من المدن والأقاليم والجهات. وطالبنا كحزب اشتراكي موحد بضرورة حلها واقترحنا تشكيل لجنة وطنية تعرض عليها هذه المشاكل لحلها وكان الجواب هو التماطل وتعميق هذه المشاكل التي لم نعد نرى لها حلا في القريب العاجل، خاصة و نحن على أبواب الانتخابات كما قلت.
خوفنا الشديد كان أن تصل لحظة الانتخابات وألا تحل هذه المشاكل فنكون أمام أمرين أحلاهما مر: إما عدم المشاركة في الانتخابات كفيدرالية، أو عدم المشاركة في الدوائر التي فيها هذه المشاكل رغم أهميتها. فكان قرارنا كمكتب سياسي للاشتراكي الموحد، أن نطلب من حليفينا الطليعة والمؤتمر، أن نؤجل وضع التصريح الخاص بانتخابات 8 شتنبر إلى مدة زمنية معقولة مادام أجل هذا التصريح تفصلنا عنه بضعة أسابيع. وفي المقابل نتقدم بتصريح مشترك يتضمن الدخول للانتخابات المهنية موحدين كفدرالية برمز الرسالة، وننكب على حل المشاكل التي أصبحت مشاكل كبرى بعد أن كانت صغرى، لندخل بعدها للانتخابات التشريعية والجهوية والجماعية برمز الرسالة. لكن ومع كامل الأسف وبإصرار غير مفهوم وبمنطق غير مقبول، تم رفض اقتراحنا هذا رفضا مطلقا، مصرين على ضرورة وضع التصريح المشترك لكل الانتخابات رغم اعترافهم بأن هناك مشاكل كبرى حقيقية، وعدوا بالعمل على حلها، وهو الوعد الذي كرر على مسامعنا مرات ومرات دون أن يجد تطبيقه على أرض الواقع.
أمام هذا الأمر، سحبنا التصريح المشترك ووضعنا التصريح باسم حزبنا الذي لازال مستقلا برأيه وبقرارته. علما أن قرار السحب لم تتخذه نبيلة منيب بصفة شخصية، بل اتخذته كأمينة عامة للحزب الاشتراكي الموحد، تنفذ قرارات هيآت الحزب، وهنا هي فقط نفذت قرار المكتب السياسي الذي اتخذه في آخر اجتماع له تم عقده ليلة الإثنين 28 يونيو 2021، وهو الاجتماع الذي خصص لهذه النقطة الوحيدة في جدول أعماله والذي استمر لحدود صبيحة يوم الثلاثاء.
* لكن حلفاء لكم في حزبي الطليعة والمؤتمر فضلا عن قياديين بالاشتراكي الموحد لا ينظرون بعين الرضى لتدبير شؤون حزبكم. ماهو تعليقك؟
لا يمكن لأي كائن كان متتبع للشأن السياسي بصفة عامة ولشأن الحزب الاشتراكي الموحد، أن ينفي أن الحزب يعيش على وقع مجموعة من المشاكل الداخلية، انطلقت شراراتها إبان التحضير للمؤتمر الوطني الرابع واستمرت عشية انطلاق أشغال المؤتمر الوطني الرابع عندما سحب مجموعة من الرفاق القيادين في الحزب توقيعاتهم من أرضية الأغلبية في آخر اللحظات بنية إسقاطها. ثم استمرت المشاكل إبان المؤتمر وما بعد المؤتمر، بل عرفت منحى خطير مباشرة بعد انتخاب المكتب السياسي الجديد الذي اتهم، وبمجرد انتخابه بالانزياح نحو اليمينية، وتم تسويق معلومات خاطئة عنه وعن موقفه من الاندماج.
من هنا انطلقت المشاكل مع حليفينا، حيث بدل التزام الحياد وبدل فتح النقاش مع المكتب السياسي باعتباره الممثل الوحيد والشرعي للحزب الاشتراكي الموحد، بدل ذلك فتح بعض مسؤولي الفيدرالية قناة حوار مع رفاق غاضبين من مخرجات المؤتمر، بل وقع التنسيق معهم في العديد من المحطات، منها محطات حاسمة، مثل: محطة المؤتمر الأخير للكونفدرالية الديمقراطية للشغل. ونبهنا مرارا لعواقب هذا التدخل ولعواقب مثل هذه السلوكات التي استمرت مع كامل الأسف وازدادت مع قرب الانتخابات في العديد من المحطات سيأتي الوقت للكشف عنها.
حقيقة أن حلفائنا لم يساعدونا على حل مشاكلنا الداخلية، لم يقدموا أدنى مساعدة لحلها، بل العكس هو الذي حصل، والواقع والوقائع تثبت ذلك.
مستقبل الحزب الاشتراكي الموحد
لا يمكن لأي أحد أن ينكر الآثار السلبية لما وقع على الحزب و لا أحد ينكر ما قد يصيب صورة الحزب من ضبابية أمام أعين المتعاطفين معه، و لا أحد ينكر صعوبة هذه المرحلة. ولكن في المقابل، لن أخفي أملي، وأنا المتفائل دوما، في استنهاض قوة الحزب ومعه قوة فيدرالية اليسار الديمقراطي. فقوة الفيدرالية هي من قوة الحزب. فقرار دخولنا الانتخابات بشكل موحد لا يعني البتة ما يسوقه البعض على أنه فك للارتباط مع الفيدرالية، هذا تجني على الحزب و تشويش كبير على قراراته. كما أنني متفائل بمستقبل حزبنا الاشتراكي الموحد.
تفاؤلي هذا راجع إلى ثقتي في جميع رفيقاتي ورفاقي في الحزب الاشتراكي، ثقتي في صدقية نضاليتهم وفي تضحياتهم وفي إيمانهم الكبير بمشروع الحزب. هذه النضالية، وهذه التضحية، وهذا الإيمان الكبير لن ينتج إلا الأمل: الأمل بتقوية بناء الحزب وعودة الصفاء لصورته لدى المتعاطفين والمتابعين للشأن السياسي وعموم الشعب المغربي التواق لمغرب الغد: مغرب الكرامة والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
فالحزب الاشتراكي الموحد كان ولازال وسيظل إلى جانب الشعب المغربي وإلى جانب حراكات الشعب المغربي ونضالات الشعب المغربي. وبالشعب المغربي وبالحب المتبادل بين الطرفين سيكبر ويتقوى هذا الحزب وسيظل دوما شوكة في حلق الفساد والاستبداد.