أشرف أمس الثلاثاء 26 شتنبر 2017، بمقر إقليم سطات، كل من نبيل بن عبد الله وزير إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، رفقة فاطنة الكيحل كاتبة الدولة في الإسكان، ولخطيب لهبيل عامل إقليم سطات، بحضور السلطات العمومية والمنتخبين، على عملية إعلان سطات مدينة بدون صفيح، في إطار البرنامج الوطني المخصص لإعادة إسكان قاطتي دور الصفيح، تنفيذا لتعليمات الملك الرامية إلى صيانة كرامة المواطن وتحسين الأوضاع المعيشية للفئات المستهدفة من هذا البرنامج (9 أحياء تم ترحيلها إلى مواقع استقبال جديدة).
وفي كلمته بالمناسبة اعتبر العامل لخطيب لهبيل أن حفل إعلان مدينة سطات بدون صفيح، يعتبر حلما ظل يراود ساكنة هذه المدينة منذ 2005، تاريخ التوقيع على عقد المدينة الذي كان يروم إلى إعادة إيواء أحياء الصفيح بهذه المدينة، وتم انتظار هذا الموعد أكثر من 12 سنة، حددت خلالها عدة مواعيد، لذلك كان بداية في 2008 إلى 2010، ثم بعد ذلك إلى 2014، وعندما بدأ الاشتغال على هذا المشروع سنة 2016 كان الجميع يشكك في هذه العملية.. بل يصيف عامل سطات كان البعض يقول بأن الوعود هي مجرد كلام في كلام وستبقى الحالة إلى أجل غير مسمى، ولكن بفضل دعم الوزارة وتعبئة العمران في إنجاز التجهيزات بمواقع الاستقبال وكذلك الجهود والرغبة الأكيدة للمنظومة المحلية ومن سلطة وهيئات منتخبة، خاصة وأن عمليات هدم (البراريك) تكون دائما محفوفة بالإكراهات السياسية وتقتضي تغليبالمصلحة العامة على المصلحة الشخصية الضيقة، كل ذلك مكن من الحصول إلى هذه النتيجة.
من جهته اعتبر الوزير نبيل بن عبد الله، بأن مدينة سطات كانت تعد من الحالات الشائكة، وهي من ببن المدن التي لم يتم الإعلان عنها كمدن بدون صفيح منذ 2005، وكان من الضروري أن نرفع من وتيرة التدخل لتجاوز المشاكل والوصول إلى هذه النتيجة. وأضاف بأن الإعلان غير كاف، لأنه جميل أن يتم احتضان هذه الـ 1850 أسرة في أحياء جديدة، لكن هنالك تحديات بجب رفعها، والاول ستوقع الاتفاقية في شأنه، ويتعلق بتأطير بشكل أمثل وأجود الحي الذي سيحتضن هذه الاسر من حيث تجهيزه بعدد من المصالح والمرافق إضافة إلى تهيئة شوارعه ومختلف الفضاءات النافعة الأخرى. والتحدي الثاني، ويتعلق بما هو مرتبط بسياسة المدينة في معالجة السكن غير اللائق عبر عدد من الاتفاقيات التي تهم المدن الكبيرة المتوسطة والصغيرة والمراكز الحصرية والمراكز الصاعدة وحتى المراكز القروية. واعتقد، يصيف بنعبد الله، ان مدينة سطات بحكم موقعها وتاريخها ودورها في هذه الجهة تستحق بأن تحظى ببرنامج كبير في سياسة المدينة لتأهيل المدينة، والاتفاقية التي ستوقع اليوم هي مدخل لبرنامج عمل تكون فيه جميع السلطات والمنتخبين والمصالح الخارجية للوزارات مدعوة على مواكبته.
وتجدر الإشارة إلى أن هذا البرنامج التضامني والتشاركي بإعلان سطات مدينة بدون صفيح، خصصت له موارد مالية هامة تقدر بـ 236 مليون درهم أسهمت فيها وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة من خلال صندوق التضامن للسكن والإدماج الحضري بدعم مالي يناهز 36 مليون درهم كما مكن برنامج مدن بدون صفيح لمدينة سطات من تحسين ظروف عيش قاطني السكن غير اللائق والعشوائي، والتي تقدر بأزيد من 1850 أسرة متعاقد بشأنها تقطن 9 أحياء ودواوير هي قيلز وسيدي عبد الكريم والمصلى واولاد سليمان واولاد سليمان والجدور 1و2و3 والسكوريين والخشاشنة على مساحة 21 هكتار، كلها مشمولة بإعادة الإيواء وتكلفت شركة العمران الدار البيضاء-سطات باقتناء حوالي 82 هكتار وبأشغال التجهيز واستخراج الرسوم العقارية الفردية للمستفيدين.
وبهذه المناسبة تم التوقيع على اتفاقية تتعلق بتنمية وتأهيل مواقع الاستقبال (السلام الشطر 1-2-3-4-5 -6) على مساحة 68 هكتار تقريبا وبميزانية إجمالية تناهز 12 مليون درهم تساهم فيها وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة بـ 6 مليون درهم والمجلس الجماعي لسطات بـ 3 مليون درهم والعمران ب 3 مليون درهم.