Friday 18 July 2025
مجتمع

شعلة تيزنيت تضيء دروب الامل لطفولة الهامش بمخيم القرب ببونعمان

شعلة تيزنيت تضيء دروب الامل لطفولة الهامش بمخيم القرب ببونعمان ملصق المخيم
في  جماعة بونعمان، أبت جمعية الشعلة للتربية والثقافة فرع تيزنيت إلا أن تنتصر لحق الطفولة في البهجة، وأن تفتح نافذة فرح وأمل لأطفال جماعة بونعمان، بتنظيم مخيم للقرب بدار الطالب، بشراكة مع المديرية الإقليمية لقطاع الشباب بتيزنيت، وبتنسيق مع جمعية الأمل للطفولة والشباب.
 
من 17 إلى 22 يوليوز 2025، حيت سيتحول فضاء دار الطالب  إلى واحة تربوية صغيرة، تنبض بالحياة، وتحتضن بين جدرانها ضحكات الأطفال ودهشة التجربة الأولى لتجربة إنسانية متفردة  هي أيام ستظل وشما في ذاكرة المشاركين والمشاركات  بما ستزرع في القلوب من دفء الانتماء، وما تهديه للعيون من نوافذ على عوالم الممكن.
 
هذا المخيم رغم بساطته خصص له برنامج  غني بمضامينه التربوية والثقافية والبيئية ألعاب جماعية، ورشات فنية، أناشيد تربوية، أنشطة رياضية، وجلسات حوارية تفاعلية، كلها صممت بعناية لتعيد للطفل ثقته في ذاته، وتغرس فيه قيما إنسانية نبيلة من قبيل التسامح والتعاون والمسؤولية و القدرة على الاختلاف و الانفتاح على الآخر.
 
وقد تم استقبال أطفال جماعة بونعمان صباح اليوم في أجواء تربوية مفعمة  بالفرح والشغف، حيث لم تخفِ الوجوه الصغيرة اندهاشها وفرحتها بتجربة كانت، إلى وقت قريب، حلما بعيد المنال. هذا الحضور العاطفي المكثف يعكس شدة الحاجة لمثل هذه المبادرات وقدرتها على إحداث الأثر العميق والمستدام في الوجدان الجمعي للأطفال والأسر على حد سواء.
 
ولأن الشعلة  توقد جدوة الأمل الحقيقي في وجدان براعم المستقبل، جاءت هذه المبادرة الإنسانية لتعيد الاعتبار للطفولة في الهامش وتجسد فعليا فلسفة جمعية الشعلة في جعل التربية حقا للجميع  لا امتيازا لاصحاب الحضوة، ومجالا للتنمية الإنسانية الحقيقية  لا ترفا يؤتث البومات الصور ... هي رسالة مفادها أن التخييم وإن غابت عنه الخيام، يمكن أن يكون مساحة للفرح والتكوين، وأن الإنسان هو أصل الفعل التربوي قبل كل الوسائل والشكليات.
 
إن هذا المخيم بتحدياته وإكراهاته، يبعث برسائل متعددة في زمن تتراجع فيه السياسات العمومية الموجهة للطفولة ويفتح نقاشا واسعا حول العدالة المجالية في الاستفادة من البرامج الوطنية وخاصة في العالم القروي والمناطق المهمشة.
 
وفي ختام اليوم الأول من المخيم، تتأكد القناعة الراسخة بأن أبسط أشكال الفرح، إذا ما اقترنت بالإرادة الصادقة والعمل التطوعي المنظم، يمكن أن تحدث أثرا أكبر من كل الشعارات وبأن التربية في عمقها ليست في المرافق فقط بل في القلوب المؤمنة بعدالة القضايا و مركزيتها.
 
هكذا أضاءت الشعلة فتيل الأمل في بونعمان وهكذا كتبت فصلا آخر من فصول التخييم الهادف، الذي لا يعترف بالحدود الجغرافية ولا بالتمييز المجالي، بقدر ما يؤمن بالإنصاف والحق في الحلم.