الخميس 28 مارس 2024
سياسة

الفلاح : محاولة  اسبانيا دمج ملف سبتة ومليلية في السياسات الأوروبية تكشف عن رؤيتها الإستعمارية

الفلاح : محاولة  اسبانيا دمج ملف سبتة ومليلية في السياسات الأوروبية تكشف عن رؤيتها الإستعمارية رضا الفلاح ومنظر لسبتة ومليلية المحتلتين
قال رضا الفلاح، أستاذ القانون الدولي بجامعة ابن زهر إن أي محاولة لدمج سبتة و مليلية المحتلتين في سياسات أوروبية مهما كانت أبعادها تكشف عن رؤية استعمارية يجب التصدي لها على كل المستويات بما في ذلك المستوى الدولي. 
وأشار الفلاح أن رغبة في توظيف الاتحاد الأوروبي لغاية تكريس وضع استعماري غير شرعي تعد مغامرة غير محسوبة العواقب على إسبانيا نفسها علاوة على تناقضها مع المواثيق الأوروبية والدولية، داعيا إلى النظر إلى هذه الأزمة في عمقها الجوهري باعتبارها فرصة لاتخاذ قرارات شجاعة ومصيرية تضع لبنات شراكة استراتيجية منصفة وبعيدة المدى  بين المغرب وإسبانيا انطلاقا من أهمية العلاقة بين الرباط ومدريد في تمتين الشراكة المغربية الأوروبية.
وأكد الفلاح أن بقاء وضع الاحتلال القائم في سبتة و مليلية ومحاولة تثبيته من خلال تشكيل قرارات أجهزة الاتحاد الأوروبي لا يغير من مبدأ عدم شرعية احتلال أراضي مغربية بل يقوي من مشروعية وأحقية المطالبة  باسترجاع الثغور المغربية المحتلة وجلوس الطرفين على طاولة المفاوضات لتصفية هذا الإرث الاستعماري. 
وفي الآن ذاته، سيفضي نهج أي منحى تصعيدي من الجانب الاسباني و الأوروبي إلى العصف بثمار ومكاسب مسار طويل من التعاون المغربي الأوروبي على عدة أصعدة، و ستمتد آثاره السلبية لتشمل مجمل العلاقات بين دول ضفتي البحر المتوسط.
وقال الفلاح إن الإشارات الرسمية المغربية والتي تؤكد على الطابع الثنائي الصرف للأزمة المغربية الإسبانية في مقابل إصرار مدريد على إشراك الاتحاد الأوروبي كطرف مساند لها في هذه الأزمة يظهر مدى التباين في التدبير الدبلوماسي للأزمة بين البلدين الجارين، مضيفا بأنه إذا كان للاتحاد الأوروبي من دور في هذه الأزمة فالأحرى أن يكون من منطلق التدخل كوسيط للتسوية بين  الطرفين وبمقاربة تستحضر التحديات التنموية والأمنية التي تعترض مستقبل العلاقات المغربية الأوروبية.
وفي ما يخص تقديم شكوى للجنة الرابعة لتصفية الإستعمار بالأمم المتحدة فأعتقد أن أن هذه الخطوة ينبغي أن تتم عبر اليقظة الدبلوماسية وتطوير آليات التأثير في مواقف الدول وتعريفها بالقضية أوروبيا وعالميا، مع مراعاة المنظمات الحكومية و الحساسيات السياسية خصوصا في أوروبا والتي من شأنها أن تدعم المغرب، علما أن هاته الحساسيات تحمل مواقف مناهضة للإستعمار.
كما يمكن للمغرب إعطاء بعد إقليمي للملف عبر طلب تدخل الإتحاد الإفريقي الموضوع اذا كانت اسبانيا تنوي إقحام الإتحاد الأوروبي في ملف احتلال سبتة ومليلية.