الخميس 28 مارس 2024
سياسة

من إبداعات رئيس جهة البيضاء: مصطفى الباكوري "يعلف المنتخبين" بالمال العام!

من إبداعات رئيس جهة البيضاء: مصطفى الباكوري "يعلف المنتخبين" بالمال العام!

قرر مصطفى الباكوري رئيس جهة الدار البيضاء سطات تخصيص غلاف زمني ومالي لتكوين أزيد من 3500 مستشار بمختلف الجماعات الترابية التابعة للجهة.

قرار الباكوري لا يستقيم مع المنطق والعقل، بالنظر إلى أن الشخص الذي يرشحه الحزب (أيا كانت عقيدة هذا الحزب) يفترض فيه أن يكون ملما بالقضايا الكبرى وبالإشكالات المحلية لمنطقته قبل ان يتقلد مهام التدبير العام. أضف إلى ذلك أن الحزب الذي رشح فلان أو فرتلان يفترض أن له لجن الخبراء في كل مناحي الحياة العامة (تعليم،جبايات،اقتصاد،أمن،ترفيه،علاقات دولية،شؤون دينية،صحة،إلخ....)، وهؤلاء الخبراء هم الذين ينيرون المسالك للمناضلين بالحزب في الورشات واللقاءات التأطيرية ويصيغون الورقات المذهبية والقطاعية.

فالسياسي مبدئيا - سواء الذي اختار الانتخابات المحلية أو الوطنية - يتعين أن يكون لديه "سميك" في ضبط الملامح الأساسية للتدبير العام. أما التفاصيل والأجرأة فتتولاها إدارة على الصعيد الجماعي والصعيد الجهوي والوطني تضم أطرا إدارية وتقنية مطوقين بترسانة من المساطير والبروتوكولات التي تؤطر كل اختصاص لتحسين جودة عيش السكان وتجويد خدمة المرفق العام.

الباكوري مهندس ومسؤول تولى تدبير أهم القطاعات الاستراتيجية بالبلاد وتولى تدبير حزب، وكان عليه أن يحترم ذكاء المغاربة عبر توفير تلك الموارد التي لن تصرف إلا ل"علف" المنتخبين، وكان عليه توفير تلك الميزانية الزمنية لصرف المجهود العمومي نحو ما ينفع حقيقة سكان جهة البيضاء سطات. وإن كان من الضروري برمجة التكوين فالأولى أن يستفيد منه الموظفون بالجماعات لأن الموظف هو ضمير الوحدة الإدارية وهو المطالب بتنفيذ التصورات التي يصادق عليها المجلس الجماعي.

خارج هذا الإطار فإن برنامج الباكوري ليس إلا صيغة مهذبة لتبذير المال العام ورشوة للمنتخبين. وآسفاه !