الاثنين 25 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

حمزة نيازي: كلنا ضد بطش مول "جيلي صفر "

حمزة نيازي:  كلنا ضد بطش مول "جيلي صفر " حمزة نيازي
لكل مواطن مغربي تجربة خاصة مع حارس سيارات " غارديان " أو ما يصطلح عليهم فيسبوكيا أصحاب "جيلي صفر". حوار انفعالي ،  أخذ و رد ، عدم رضى الحارس على الثمن الذي قدمته 2 او 3 دراهم . مع الوقت تفاقم المشكل لنشاهد سخط عارم للمواطنين على المعاملة التعسفية للحراس و قلة ادبهم و الزامهم أداء ثمن الحراسة بعد ركن السيارة مباشرة "بدون تعميم".
اتذكر في احد الايام قبل سنوات بمدينة الدار البيضاء ، و بالضبط "كورنيش عين الذياب" قام شخص مجهول الهوية "جيلي صفر " بتقديم المساعدة لركن السيارة و بعدها مباشرة طلب الأداء ، قدمنا له 5 دراهم ، لم ترضيه ، طلب المزيد. بعد كلام ونقاش ومحاولة تلطيف الأجواء ، قام بوضع علامة (خالص) على إطار السيارة بطبشور ، لنغادر في ارتياح. أسطر على ارتياح لأنه بحكم التجارب عندما تتجادل ويقع صراع مع صاحب "جيلي الصفر" قد تجد السيارة في حالة لا يمكن وصفها: إما زجاج متكسر او محاولة سرقتها، و الشائع كما يقال يتم إفراغ هواء الاطارات ... 
أعتبر هذه التجربة بأنها غير قانونية ، لأن الثمن دائما ما يتم تحديده من طرف الجماعات المسؤولة على المكان و يكون رمزيا ، الأكثر من ذلك هو المعاملة المحرجة والحوار الذي يشعرك بالذنب في عدم تقديم مبلغ مناسب بسلطته التقديرية لأنه فقير وأنت صاحب سيارة تعتبر غنيا . 
منذ متى اقترن الغنى بتملك سيارة ؟؟؟
هذه الظاهرة التي حركت واثارت غضب الكثير من الناس على المستوى الوطني، تفاعل معها الجميع خاصة الأشخاص الذين يملكون سيارات و يستعملون المواقف طول اليوم بحكم العمل وكثرة الوقوف من أجل قضاء الأغراض. الكثير من المجموعات و الصفحات مثل "ضد مول جيلي أصفر" التي عبر فيها المواطنون عن غيظهم وعدم قبولهم للابتزاز.
لبسط الإشكالية اتناول بعض الامثلة :
اولا : ان صاحب السيارة يتعامل مع شخص مجهول الهوية ، ليس لديه رقم تسلسلي مرخص من طرف الجهات المسؤولة، و ليس هناك ثمن محدد ومعقول من أجل ركن السيارة أو أي وسيلة نقل أخرى ، ما جعل تلك الفئة تضع أي ثمن على حسب أهوائهم. هناك من يطالبك بأداء 5 دراهم و هناك من يطلب 10 دراهم أو أكثر... أي هناك فوضى وانعدام الرقابة .
ثانيا : تجد بعض الأشخاص يعملون مع ارباب المحلات والمقاهي و الحانات والفنادق ... حيث يتم استغلال الزوايا الخارجية للمحل ، فتجد صاحب "جيلي صفر" لا يسمح لك بالركن في المحيط وما أمامه رغم ان الحيز التابع للمحل لا يتعدى الكثير، لكن عند قدوم شخص يرتاد المكان يسمح له بذلك رغم أنه تعدى جوانب المحل ، والسبب واضح ان ذلك الشخص يقدم إكرامية عالية و ليس ب "سقرام / بخيل"، اما انت ستقدم فقط دراهم معدودة و كما يقولون باللغة العامية "ممعكش الرباح"، وهذه تعتبر إهانة واحتقار.
ثالثا: الغريب في الأمر وقد عشته شخصيا، عند ركنك لسيارتك في الصباح الباكر، لا يكون الحارس، و عند رجوعك تجده واقفا ينتظرك. أتذكر يوما ، عندما ركنت السيارة مع اصدقائي لم يكن أي حارس وعند مغادرتنا ظهر صاحب "جيلي صفر" تظهر عليه علامات الاستيقاظ ، وجهنا للخروج، وعندما قام السائق بالمغادرة ضرب السيارة وأمرنا بالوقوف للأداء. بعد أخد و رد، رفضنا لأنه لم يكن موجودا اصلا. وجه إلينا تهديدات بتخريب السيارة عند ركنها في ذلك المكان مرة اخرى ... هذا الموقف يتعرض له المواطنون يوميا خاصة الفتيات و النساء.
عدد السيارات في ارتفاع مهول ، سنويا يقتني المغاربة سيارات جديدة ، هناك ضغط كبير خاصة في مدينة الدار البيضاء كمثال ، و الناس تحتاج إلى ركن السيارات مؤقتا لقضاء الأغراض،  ليس من الاخلاقي والقانوني استغلال هذه الحاجة و طلب ثمن خيالي وانت لا تحمل الصفة أو لديك رخصة محددة من طرف السلطات. 
الموضوع يحتاج إلى تطرق سريع من طرف المسؤولين على تفويض الملك العمومي لتكون الأمور واضحة ومنشورة للعموم ، و الناس الذين يستلمون الرخص هم من لهم الحق في ممارسة الحراسة وفق الإطار القانوني ... لا يجب توجيه الموضوع وفق المقاربة الاحسانية في تحليله و التطرق إليه ، الكل يجب ان يوقف هذه الممارسات. لا يهم إن كنت غنيا تملك سيارة قيمتها 100 مليون و تعطي إكرامية 20 درهم لصاحب "جيلي صفر"، او موظف بسيط يملك سيارة بثمن 10 ملايين بالتقسيط لا يستطيع دفع كل ساعة 5 او 10 دراهم ، الكل يجب ان يتعبأ لتوقيف هذه الممارسات .
في الاخير اقول ، لا اعمم على الجميع ، هناك اشخاص في المستوى لا يتعاملون بتلك الأساليب التي سبق ذكرها ويعملون بتراخيص ، لكن الاغلبية الساحقة دنست المهنة.