الأربعاء 27 نوفمبر 2024
جالية

هل هو تخوف أم غياب الجاهزية وراء " اغتيال "حلم المشاركة السياسية لمغاربة العالم ؟

هل هو تخوف أم غياب الجاهزية وراء " اغتيال "حلم المشاركة السياسية لمغاربة العالم ؟ يحيى المطواط
هل من عائلة مغربية واحدة ليس من بين أفرادها من لا  يقيم خارج أرض الوطن؟ وهل يختلف إثنان في غنى وتنوع مساهمات مغاربة العالم على كل الأصعدة والمستويات؟ فهل من حقكم أن تحرمونهم من  المشاركة السياسية؟ أوَ ليس من حقهم أن يرفضوا استعمال أصواتهم في انتخابات تم إقصاؤهم منها؟ 
مع سبق إصرار وترصد تم "اغتيال" حلم أكثر من 4,5 مليون مهاجر مغربي عبر العالم من المشاركة في تسيير الشأن السياسي المغربي، رغم أنهم مواطنون كاملو المواطنة لهم من الكفاءة والتجربة ما يجعلهم فاعلين حقيقيين في المجالس المنتخبة ومجالس الحكامة، فئة مغاربة العالم التي تعتبر الجدار الواقي ضد كل من يفكر في المساس بقضية وحدتنا الترابية، مغاربة العالم هم  الجيش المرابط خارج أرض الوطن وجدوا أنفسهم وجها لوجه أمام عدو يريد النيل من سمعة وطنهم فلم يتخلوا  عنه ولم يترددوا لحظة في التصدي لكل المحاولات البئيسة و المناورات والأكاذيب التي يحاول أعداء الوطن نشرها عبر العالم من خلال أحزاب موالية لهم ولمغالطاتهم.
هذا الجدار الواقي تحول للأسف إلى سور قصير يمتطيه كل راكب على أمواج  شعارات زائفة ظاهرها الدفاع عن المشاركة السياسية لمغاربة الشتات، باطنها إرادة قوية لعدم إشراكهم في العملية الإنتخابية.
إن المنع الراهن يخالف الفصل 17 من الدستور، إذ ينص على أن "المغاربة المقيمون في الخارج يتمتعون بحقوق المواطنة كاملة، بما فيها حق التصويت والترشيح في الانتخابات. ويمكنهم تقديم ترشيحاتهم للانتخابات على مستوى اللوائح والدوائر الانتخابية، المحلية والجهوية والوطنية. ويحدد القانون المعايير الخاصة بالأهلية للانتخاب وحالات التنافي. كما يحدد شروط وكيفيات الممارسة الفعلية لحق التصويت وحق الترشيح، انطلاقا من بلدان الإقامة".‎
وقد أكد ملك محمد السادس في أكثر من مناسبة ضرورة  إشراك مغاربة العالم في العملية الإنتخابية و إحداث دوائر انتخابية تشريعية  بالخارج حتى يتسنى لمواطني المهجر المشاركة في المؤسسات التشريعية و العمل على توفير شروط تفعيل تلك المشاركة.
إن عملية الإغتيال التي طالت الحق الدستوري لمغاربة العالم والتي توجت بالمصادقة على القانون التنظيمي 21/04 المتعلق بمجلس النواب كانت بمثابة آخر مسمار يدق على نعش المشاركة السياسية للجالية المغربية، وأكد  بالملموس أن الحكومة المغربية ليست لها إرادة حقيقية لتنزيل مضامين الدستور وليس لها تصور واضح عن كيفية التعامل مع هذا الملف.
إن الحكومة المغربية ومعها الأحزاب السياسية قد أخلفوا الوعد مع التاريخ وأضاعوا فرصة كانت ستعزز المسار الديمقراطي الذي يقطعه المغرب، وهم مطالبون في السنوات المقبلة بالتفكير بجدية في توفير شروط ممارسة سياسية كاملة للجالية المغربية. 
 المغاربة المقيمون بالخارج يرفضون أن يكونوا ورقة للمزايدات السياسوية أو عنصرا لتأثيث فضاء ما، كلما  ادعت الضرورة لذلك، مغاربة العالم لا يحتاجون لخطابات وشعارات مزيفة كتلك التي تصاحب "عملية مرحبا".
مغاربة العالم محتاجون إلى وطن يحضنهم كما تحضن الأم أبناءها، محتاجون إلى مواطنة كاملة غير ناقصة، ولا ينتظرون صدقة سياسية أو ريعا أو مناصفة ، مغاربة العالم لهم من الكفاءة والتجربة ما يؤهلهم ليكونوا  فاعلين عن جدارة واستحقاق  في كل المؤسسات و لهم من العفة والأنفة ما  يغنيهم عن "كوطة" يتبعها أذى.
مغاربة العالم مطالبون بأن يزيحوا الرماد عن أعينهم وأن يستفيقوا من سباتهم وأن يشكلوا من الآن لوبي قوي من أجل المستقبل، يتكون من كفاءات سياسية وفعاليات حقيقية وليس من " طبالة " و "غياطة" ، يخفت  ضجيجهم بمجرد أن يفتض العريس بكارة عروسته بعد ليلة عرس صاخبة.
الميدان شاسع والوقت كاف للنضال الحقيقي من الآن،  فلا مبرر إذن للعب الدقيقة التسعون بفريق لا يحسن قواعد اللعب ، هذا اذا كانت النية طبعا الإنتصار لمغاربة العالم وخدمة لقضاياهم، أما إذا كان  الهدف تسجيل إصابات شخصية فهرولوا كما شئتم واحذروا أن تسقط سراويلكم كما سقطت أقنعتكم.