البروفيسور عبد الرحمان المشراوي، ومشهد من احتجاجات فجيج أعلنت الجالية الفجيجية بألمانيا، في بلاغ توصلت"أنفاس بريس" بنسخة منه، عن تضامنها مع جميع القوى الفجيجية في الداخل و الخارج رجالا و نساء، فيما أصبح يعرف بأزمة " العرجة"، التي اصطنعها نظام العسكر الجزائري.
وقال البروفيسور عبد الرحمان المشراوي، ابن المرحوم مشراوي الشيخ بن عدوأ، المدعي بغاندي فجيج لجهاده السلمي، الذي احتضن فرقة من كوادر جبهة التحرير الجزائرية، بما فيها عقيدها الهواري بومدين، في القسم الجديد من منزلنا "تدارت نات عدوا" في أواخر الخمسينيات لدعم تحریر الجزائر من الاحتلال الفرنسي. كان عمري،آنذاك، عشرات سنوات وأتذكر خدمات أمي لإيوائهم و إطعامهم لمدة 3 أشهر متتابعة.
وتابع، نحن جالية فجيج بألمانيا، لم نكن نتصور، آنذاك، أن تنكر مساعدتنا المادية والمعنوية ومساعدة كافة ساكنات فجيج وتضحياتهم لأجل إيواء عشرات آلاف مهاجري إخواننا الجزائريين ومساندتهم وتحمل قصفات عدوان فرنسا لأجلهم، أن ينكر جميلنا إلى حد الاعتداء علينا في غزوتهم ضد واحتنا سنة 1963 ثم غصب أخصب أراضينا بحقولنا وأعز نخيلنا وأرزاقنا بقصر زناقة، مرارا وتكرارا.
لم نكن نتصور أن يجرأ النظام العسكري بغصب بساتين أخرى لقصر أولاد سليمان في العرجة، بقصد إضرار الساكنة في صلب روحهم و أعز ما يملكون من رزق. لم يجدوا أبدا- یا عجباه- في أراضي حدودنا الجافة لنهبها إلا ما زرع ونما.
العالم كله واع، وشاهد على ضربة اليوم الطاعنة للنظام الجزائري تجاه فجيج والمغرب عامة، وهي عبارة عن محاولة تعكس فشل نظام الجزائري في سياسته العدوانية ضد المغرب، وحسده وغيرته الصبيانية.
إنه من البديهي، أيضا، أن الحكام العسكريين في الجزائر يحاولون كسب ثقة جماهير شعبهم بإشعال نار مع جارهم وأفت اهتمامهم عن الحراك الداخلي الذي يطالب بكل شيء، عدا توسيع مساحة أرضه، و ما أكبرها وأكبر صحاريها المهملة.
أنا طبيب مختص في الأمراض الباطنية وأمراض القلب، رئیس سابق في مستشفى بألمانيا وأستاذ جامعي متقاعد وأستاذ شرفي ممارس في روسيا، ومعي هنا في ألمانيا زملاء أطباء وأكاديميون وعمال في مجالات مختلفة، كلنا غيورون على مسقط رأسنا وفخورون بواحتنا، محضن العلم والثقافة، تقنيات السقي وفلاحة النخيل، كما هو أيضا منبع الكفاءات العلمية والفلسفية العالمية، نساند إخوتنا الفجيجيين في مظاهراتهم السلمية لأجل حقهم الأساسي والمشروع. نحن ننادي بالصمود وليس بالتنازل والسماح في موروث أجدادنا.
لا نريد تعويضا، بل فقط تطبيق ما جاء في معاهدة 1901 مع فرنسا وفي مقدمتها معاهدة 1972 مع الجزائر، التي تقضي بالملكيات الشخصية، مذكرة بالمساطير الدولية التي تحمي الملكيات الشخصية، أينما كانت عبر الحدود السياسية، أو الاصطناعية. فلنضع الأملاك الخاصة فوق السيادات الوطنية، كيف ما كان أسلوب مسيريها.
البروفيسور عبد الرحمان المشراوي، من جالية فجيج بألمانيا
