الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

جمال الدين ريان: إلى ماذا تهدف سياسة الشباك الوحيد؟

جمال الدين ريان: إلى ماذا تهدف سياسة الشباك الوحيد؟ جمال الدين ريان
ما زلنا نتذكر قوافل الشباك الوحيد التي أطلقها الوزير عبدالكريم بنعتيق في عدد من العواصم الأوربية وكنا ننتظر من الوزارة القيام بتقييم لهذه المبادرة ونشر نتائج التقييم قبل إطلاق أية قافلة أخرى والتي توجهت إلى ساحل العاج بإفريقيا.
هل بواسطة الشباك الوحيد تهدف الوزارة إلى ذر الرماد على العيون في هذه الظرفية بالذات بعدما إشتد النقاش داخل منظومة مغاربة العالم حول المشاركة التمثيلية لمغاربة العالم في الأستحقاقات التشريعية المقبلة وتمرير القوانين الإنتخابية التي أقصت من جديد مغاربة العالم ولم تقم الحكومة المغربية بأغلبيتها البرلمانية بتفعيل الفصل 17 من الدستور.
انتظرنا من الوزيرة والتي كانت تنتمي سابقا إلى منظومة مغاربة العالم أن تدافع بشراسة عن المشاركة التمثيلية لمغاربة العالم لكنها إتخذت طريق الصمت وعدم الإكتراث بالغليان الذي تعرفه الأوساط الجمعوية والسياسية داخل منظومة مغاربة العالم.
الحديث عن استثمار الكفاءات في وقت تقوم بإقصائها وحرمانها من حق دستوري فهو إلا ثرثرة فوق ضفاف النيل أو كما يقول المثل: وين أذنك ياحبشي؟ حيث يقال هذا المثل للشخص الذي يريد أن يسلك طريقا بعيدا بالرغم من وجود طريق أسهل يوصل إلى نفس الهدف فهو أشبه بجحا الذي سأل عن أذنه فأشار بيده اليمين من فوق رأسه على أذنه في اليسار البعيدة متخطيا الأذن اليمين القريبة.
هناك تناقض كبير وتعتيم ممنهج حول إنتظارات مغاربة العالم وتجنيد مجموعة من الكائنات لتكون مثل الحاشية الذين يقومون بدور المطبخ الذي يتولى تدبير المؤامرات والمكائد لإضعاف الخصوم ومن الطبيعي أن تتم مثل هذه المؤامرات في الخفاء لكن من الحكمة أن يتم ذلك بهدوء ودون جلبة وتستدعي قدرا كبيرا من التوازن وإلا سقطت الحاشية في المحظور كما يتساقط الفراش وهو يحوم حول النار.
هناك بعض المؤسسات التي تحضر خلال قافلة الشباك الوحيد وأظن أنه لو فتحنا في كل قنصلية مغربية عبر العالم شباكا وحيدا لقمنا بتوفير الميزانية التي تصرف على هذه القافلة.
على سبيل المثال حضرت مؤسسة النيابة العامة للإستماع إلى شكاوي مغاربة العالم والترويج للشكاية الإلكترونية لكنها نسيت أن ما يسمى بالشكاية الإلكترونية تنتهي بالحفظ بدعوى عدم الإستماع للمشتكي وهو بالفعل الذي وضع شكايته وشرح فيها مضمونها.
إذن هذا هو التناقض فماهي جدوى هذه البوابة الإلكترونية لوضع الشكايات عن بعد؟
ماهي الإجراءات القانونية والردعية التي قامت بها وتقوم بها من أجل حماية ممتلكات مغاربة العالم من مافيا العقار؟
مع العلم أن السيدة الوزيرة تعرف الملف جيدا لما كانت برلمانية وتفاءل الضحايا خيرا لما أسندت لها حقيبة مغاربة العالم في إطار حكومة الكفاءات لكن الجميع أصيب بخيبة أمل حيث لم تقم بأي مبادرة في هذا الباب.
سياسة الشباك الوحيد فشلت وأتت إلا لذر الرماد في العيون وتحويل أنظار مغاربة العالم عن المواضيع والأهداف الأساسية وتعتيم الرؤيا عن الأحداث الهامة.
يجب وضع خارطة طريق بتوافق مع كل الأطراف داخل منظومة مغاربة العالم.