كما كان متوقعا في خضم الصراع الذي طفى على السطح منذ مدة داخل بيت الجرار بين جناحي هشام الصغير، رئيس مجلس عمالة وجدة أنجاد، وعبد النبي بعيوي، رئيس جهة الشرق، والذي تكرس إبان المؤتمر الوطني الأخير لحزب التراكتور، حيث تم منع العديد من المحسوبين على جناح هشام الصغير من الدخول إلى قاعة المؤتمرات.
ها هو المشهد السياسي بوجدة كما بالمغرب يجسد بؤسه ويأبى إلا أن يكون وفيا لعقيدته المبنية على المصالح الشخصية وعلى البحث على التزكية وعلى التموقع ولو كلف ذلك التخلي عن مبادئ طالما تبجح بها سياسيونا.
التحق إذن هشام الصغير بحزب التجمع الوطني للأحرار، كما التحق. معه الحضوري محمد النائب البرلماني عن دائرة وجدة أنجاد، ثم نائبي رئيس احجيرة بلدية وجدة رشيد بوكرون، وادريس اقديم، وكذلك، رئيس جماعة عين صفا ونائب رئيس جماعة لمهاية... في انتظار أن يحسم العديد من رؤساء الجماعات ومستشاري جماعة وجدة موقفهم من الالتحاق من عدمه بناء طبعا على العرض المقدم لهم وعلى الإغراءات على اعتبار أن الأحزاب لم تعد تهمها النخب أو نظافة الأيادي أو التشبيب أو القطع مع من تحوم حولهم شبهات الفساد أو من أدينوا قضائيا في قضايا تتعلق بالتلاعب في الصفقات العمومية، بقدر ما تهتم هذه الأحزاب بعدد المقاعد المحصل عليها وكيفما كانت الوسائل.
وينطبق نفس القول على المكتب الإقليمي السابق لحزب المصباح والذي سيبحث لنفسه عن مكان يأويه، وحزب يتبناه قد يكون الجرار وقد يكون الميزان...
المهم المراهنة على الحصان الموثوق بفوزه ولكل مقام مقال... نتيجة هذا كله هو النفور من المشهد السياسي برمته وهو الموقف المتجدر من رموز عاثت في الأرض فسادا وثبت تورطها في نهب المال العام واختلاسه ومع ذلك ستتقدم إلى الانتخابات وستفوز بها ليس لأن الساكنة ستضع ثقتها فيها بل لان شراء الذمم هو السبيل الوحيد لكسب الأصوات وغالبا ما يدرك جيدا سماسرة الانتخابات الطرق الأنجع والأقرب للفوز بها ليكون الضحية في النهاية هو المواطن ولتكون النتيجة هي الكارثة العظمى التي لن يكون مؤداها سوى المزيد من الاحتقان الاجتماعي خصوصا، إذا إنضاف له الحياد السلبي للإدارة عبر سماحها لمستشارين تتوفر على معلومات دقيقة عنهم بالترشح للانتخابات...
أوقفوا العبث رأفة بالساكنة وأعيدوا الاعتبار للمشهد السياسي على اعتبار إن ذلك هو المدخل الحقيقي لأية تنمية حقيقة مستدامة..
عبد العزيز الداودي، فاعل نقابي وحقوقي/ وجدة