الجمعة 1 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

خالد أمجولي: التوجيهات الملكية والريع الانتخابي

خالد أمجولي: التوجيهات الملكية والريع الانتخابي خالد أمجولي

أثار انتباهي أن عددا من مسؤولي الأحزاب السياسية يستميتون في الدفاع عن لائحة الريع الانتخابي باسم الشباب، وذلك عبر توظيف سيء وتحريف لتوجيهات وخطابات الملك محمد السادس، فهم يعتبرون أن توجيهات الملك بضرورة إعطاء الأولوية والفرصة للشباب يتمثل في الدفع بلائحة الشباب!

 

إن ما يقصد الملك بالشباب هو شباب المغرب قاطبة، شباب القرى والحواضر، وليس أبناء وأقرباء وعشيرة وأتباع المسؤولين والقادة الحزبيين.

 

إن الخطاب الملكي لعيد العرش 2018 لم يكن على الإطلاق، دعوة لمشروعية أي لائحة انتخابية للشباب، بل كان دعوة للأحزاب السياسة، من أجل استقطاب نخب جديدة، وتعبئة الشباب للانخراط في العمل السياسي، كما أنها دعوة صريحة قصد تحمل الشباب للمسؤوليات داخل الأحزاب السياسية.

 

إن غياب الديمقراطية وهيمنة ثقافة الخلاف، وافتعال الأزمات داخل الأحزاب السياسية، يعتبر أحد أهم دوافع عزوف الشباب عن التنظيم داخلها، قصد التمرن والتدرج.

 

إن المقصود من التوجيهات الملكية هو إعطاء الأولوية لنخب جديدة، مسؤولة وقادرة على كسب رهان التنمية، ومسايرة جميع المتغيرات.

 

إذن من المفروض، أن يتحمل الشباب والنساء مسؤوليات داخل الأجهزة التنظيمية، داخل الأحزاب السياسية قبل التباكي من أجل أي مطالب ريعية، بل نتساءل، ماذا  يمنع الأحزاب السياسة  من أن ترشح  شبابا ونساء، على رأس اللوائح الانتخابية محليا؟

 

يتبين أن جل الأحزاب المغربية أضحت اليوم، متجاوزة، بقوة الواقع، وعقيمة وغير قادرة على مسايرة المتغيرات التنموية، إن لم نقل أنها أصبحت العائق الأساسي أمام التنمية وتحقيق الديمقراطية.

 

لقد أصبحت متطلبات الريع، بجميع أشكاله، هي المحرك الأساسي لدواليب التنظيمات الحزبية، وباقي تنظيمات المجتمع المدني.

 

إنه لمن الجبن السياسي، وفي محطات مصيرية، أن يتم الاختباء وراء الملك وتحريف توجيهاته، من أجل الهروب من المسؤولية وإعاقة أي فرصة للتغيير.