الاثنين 25 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

خليل البخاري: إضاءة تربوية..القراءة ودورها التربوي 

خليل البخاري: إضاءة تربوية..القراءة ودورها التربوي  خليل البخاري
إن عملية التعلم تتوقف على ركيزتين أساسيتين هما: المدرس والتلميذ . فلا بد في العملية التربوية من التركيز على المتعلم وما يحتاج اليه. لذلك لزاما على المدرسأت يراعي حاجيات التلميذ خاصة الجانب اللغوي. كل هذا مرتبط بفعل القراءة..لأن التلميذ لا يمكن له أن يتعلم أية مادة دراسية دون إلمامه بقواعد القراءة في بدايتها .
أن القراءة هي المفتاح الفاتح لأبواب المعرفة والمخزون الاجتماعي للأمة. كما للقراءة دور مهم في المجتمع المدرسي وفي تنمية العقل وتحريك الكتابة.فقد قيل للفيلسوف أرسطو: كيف تحكم على إنسان؟ ..أسأله: كم كتاب  يقرأ.  وماذا يقرأ؟
إن القراءة فعل يتطلب جهدا ذهنيا ندركه بصعوبة. وقد أخذت اليوم مجالا واسعا خارج المدرسة في مختلف العلوم، ويرجع الفضل كل الفضل الى المؤسسات التعليمية. إن لتعلم القراءة شروط: النضج العضوي ويتمثل في سلامةأ عضاء النطق والإدراك الحركي ويتمثل في تتبع الحروف أثناء عملية القراءة  والإدراك اللغوي والعقلي . ويعتبر السن الأمثل في تعلم الفعل القرائي هو سن السادسة..أما الجانب الاجتماعي ويقصد به الوسط العائلي .فقد تبين أن العائلة التي لا يكون لدى أفرادها  ميولا للمطالعة ،فان اطفالهم يجدون صعوية في تعلم القراءة على عكس الآباء الذين يحببون الفعل القرائي في منازلهم.
وما دامت القراءة عملية تفاعلية، فان الاساتذة يرون أن فاعليتها تكمن  في مزج مهارات فك الرموز والفهم مع خلفية معرفية وادراك للعلاقات التبادلية بين العناصر في الكتاب المدرسي. غير أن هناك بعض التلاميذ لا زالوا يتعثرون في عملية الفعل القرائي  في الكتاب مما ينتح عنه أهطاء عديدة منها أخطاء نحوية وأخطاء الاعادة والتقطيع والتوقف .
إن الفعل القرائي سواء بالبيت او بالفصل الدراسي أصبح ضروريا ومهما للمتعلم حتى يتمكن من الاتصال بغيره  ويساعد على تعلم مواد أخرى كالتاريخ والجغرافيا  والعلوم.وتظهر اهمية الفعل القرائي كذلك في تكيف المتعلم مع مجتمعه. كما تمثل القراءة مفتاح العلوم وتعود بالفائدة والنفع على المتعلم والمحتمع معا ويغني الرصيد اللغوي للمتعلم..كما تعتبر القراءة مقوما اساسيا في بناء الشخصية ووسيلة اتصال مع الغير.
إن من واجب المدرس على التلاميذ  أن يوجههم إلى ما يقرأون ويوضح لهم معنى الكلمة ومدلولها   فالقارئ الجاد، عليه أن يتفاعل مع  المقروء بدءا  بفك الرموز  وأشكاله فمرورا  بدلالة الكلمات والوصول الى فحوى ومضامين الخطاب   وهذا التفاعل نابع من كنه اللغة.
غن القارئ الجاد لا يتوانى في اقتناء الكتاب الذي يعوظ علية بالفائدة ، ونجده متفوقا في مهارة الكتابة والمحادثة وتبادل الرؤى  والتعبير. إن التلميذ القارئ عندما يقرأ فانه يكون في الحقيقة مشاركا في انتاج النص المقروء  وبنائه من جديد حسب مكتسباته السابقة. وفي هذه الحال؛ يصبح  التلميذ منتجا للنص .
إن التسلح بالمعرفة والتحصيل كممارسة حياتية يتم عبر القراءة بكل تأكيد. ولتحفيز تلامذتنا على القراءة المنتظمة والهادفة، ينبغي تنظيم مسابقات بين التلاميذ وتنويع الجوائز لفائدتهم والاشادة بالثلاميذ المجتهدين الذين تخسن مستواهم مقارنة مع أقرانهم دون نسيان الإهتمام بالمكتبات المدرسية واعادة الروح اليها وتعيين قيمين مؤهلين ومتمرسين على ادارتها وتدبيرها بما يعود بالفائدةوالنفع لاجيال المستقبل.
خليل البخاري باحث تربوي