صورة من الأرشيف قال عالم الفلك، عبد الحميد تومة، في تصريح لجريدة "أنفاس بريس"، إن المغرب ليس معنيا بظاهرة كسوف الشمس التي سيعرفها النصف الجنوبي من الكرة الأرضية خلال شهر دجنبر 2020.. مضيفا بأن خبر إظلام العالم لمدة ثلاثة أيام عار من الصحة، بل الأمر يتعلق بكسوف الشمس الذي يقع تقريبا مرتين في السنة.. موضحا بأن كسوف الشمس يقع حينما يكون القمر جديد، بمعنى لا يرى من الأرض، ولما يكون القمر بين الأرض والشمس في منطقة معينة يقع الكسوف، حيث يقوم القمر بحجب ضوء الشمس، وبالتالي لا تظهر لنا الشمس وتظهر بدلا عنها أسطوانة سوداء، ويحدث هذا في حالة الكسوف الكلي. وفي حالة الكسوف الجزئي، يغطى فقط جزء من أسطوانة الشمس، ويكون كسوف حلقي لما يغطي القمر المنطقة الوسطى للشمس، مع ترك حلقة ظاهرة من أسطوانة الشمس.
وأوضح الخبير تومة أن القمر أصغر من الشمس 400 مرة، ولحسن حظ ساكنة الكرة الأرضية فالقمر يتواجد بـ 400 مرة أقرب إلى الأرض مقارنة مع الشمس.. مضيفا بأن الإغريق والحضارات القديمة فسروا كشوف الشمس، وخسوف القمر بمثلثات متطابقة، بحيث أن قاعدة الشمس وقاعدة القمر تساوي ارتفاع مثلث رأسه هو الأرض. مشيرا إلى أنه بالنسبة للتقويم الإسلامي فإن ظاهرة الكسوف تعد مؤشرا جد ايجابي، فهو يعطينا فرصة معاينة لحظة ولادة الهلال، علما أن بداية الشهر العربي ستكون بعد يومين ( حسب كل منطقة).
وأضاف الخبير الفلكي بأن الكسوف لا علاقة بالعاصفة الشمسية -خلافا لما يروج في بعض التقارير الإعلامية-، وأن الشمس عبارة نجم خلق منذ 5 مليارات من السنين، ويحول كل دقيقة 600 مليون طن من الهيدروجين إلى إليوم، ضمنها 4 ملايين طن تأتي على شكل ضوء وحرارة، ومركز الشمس عبارة عن مركز نووي، يحول فيها الهيدروجين أو الإليوم، وحرارة هذا المركز تفوق مليون درجة حرارية، وهذه الحرارة تمر من مركز الى سطح الشمس، عبر تحولات الحرارة، وهو ما يؤدي الى نتوءات تنتج رياح شمسية، وهذه الرياح التي تصل الى الأرض تكون مشحونة، وتدخل بعدها في تفاعل مع الحقل المغناطيسي الذي يغطي الأرض مما يؤدي الى ظاهرة الأضواء الشمالية، وهي مزيج من الألوان الخلابة التي تتشكل في القطبين الشمالي والجنوبي للكرة الأرضية، وتعرف أيضا بأسماء الفجر القطبي أو الأضواء القطبية، وهي من الظواهر الجميلة.
