الاثنين 25 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

حمزة نيازي: ما خفي بين أسطر أغنية "نية" لمنال بنشليخة

حمزة نيازي: ما خفي بين أسطر أغنية "نية" لمنال بنشليخة حمزة نيازي

كثر القيل والقال عن أغنية قد تكون من المعجبين بها أو استمعت إليها صدفة على الراديو آو التلفاز... المهم أغنية جديدة للمغنية منال بنشليخة التي تعتبر بحد ذاتها "بروفيل" خاص بتصرفاتها ومشاكستها وتاريخها في كيفية التفاعل مع التدخلات الصحفية كمثال أو المواضيع التي تتناول في أغانيها... رغم أن هناك بعض التحفظ لكثير من تصرفاتها وأعمالها، لكن ما قدمته في أخر أغنية يحمل في طياته الكثير، فقد تناولت موضوع الزواج بـ "الشيخة" وتلك الرؤية الدونية "التحقيرية" للزواج بـ "الشيخات"، في الأول والأخير هي امرأة وكيان وأنثى مثل الجميع.. هذا من جهة، من جهة أخرى تم التطرق لموضوع العزوف عن الزواج. واقع صعب نعيشه، صعب بكل المقاييس، الشباب يعاني والكل يبحث ولو عن طريق مختصر من أجل الخلاص... صعوبة إنشاء أسرة وخوض الحياة الزوجية... لماذا وصلنا لهذا الواقع الذي يعيشه مجمل الشباب، إناثا وذكورا؟؟؟

 

يطمح الكثير من الناس لعيش الحياة الزوجية من أجل تحصين الذات وتحقيق الاستقرار مع شريك لما بقي من العمر، ذلك الشريك الذي جمعت بينك وبينه -ربما- سنوات من المعرفة والكلام والحديث، والجلوس في المقاهي والمنتزهات والأماكن الجميلة لتختتم القصة في الأخير بزواج ورباط مقدس، تخيل معي أن تضع هذا الموضوع في التفكير فكن أكيد انك ستواجه عقبات كبيرة جدا، أولها الأجرة الشهرية التي تحصل عليها هل هي كافية من أجل الدخول إلى القفص الذهبي (هذا إن كنت حاصل على عمل قار ومستقر)، ثم بعد ذلك الأولويات المهمة التي يجب أن تكون متوفرة من السكن اللائق والمعيشة اليومية الكريمة وأخيرا بعض من الترفيه والتنزه من أجل إضافة نكهة خاصة للحياة الزوجية والخروج من الملل.

 

هل من السهل توفير ما سبق؟؟؟

 

فئة عريضة يصعب عليها توفير هذه الأمور، فما يحدث مباشرة هو العزوف التام ليموت حلم عيش حياة سعيدة كنا نظن أنها يسيرة... لم يكن الأمر صعب فيما مضى أم أن أجدادنا وآباءنا كان زمنهم بسيطا وسهلا؟؟ أم أن العيب فينا أصبحنا ماديين؟؟؟... طغت المادة والمظاهر والحسد ومحاولة تسلق السلم رغم عدم القدرة أو توفر المقومات، القيام بمقارنة الحياة التي أعيش بتفاصيل حياة أشخاص آخرين، هنا تسقط النفس وسط دوامة ومرض واكتئاب... أليست الحياة هي الألفة والحب والاحترام والتقدير والإحساس والأحد يكمل الأخر، أين هذه المبادئ والخصال التي افتقدناها في زمن المادة؟؟

 

لا أحد ينكر أن الزمن تغير وأصبح صعب والأوضاع الاقتصادية لا تبشر بالخير؛ والدولة بمؤسساتها لا توفر شيء من أجل النهوض بهذا الأمر عن طريق دعم الشباب أو توفير أرضية من اجل الاشتغال والتحرك... الكثير من العوامل اجتمعت وجعلت الجميع في حيرة وتوقف وتأمل وبحث... ما هو الحل؟؟

 

أغنية "النية" تختزل العزوف عن الزواج والبحث عن الشهوة والرغبة من أجل تغطية حلم وطموح قتله الزمن، "هانيا نكون بوحدي ولا نعيش في الكذوب" صحيح فكثرة الكلام والوهم يجعل الإنسان يتفوه بما ليس لديه من قدرة، "بغيتي نكون ليك تكون ليا أجي لدارنا".. صعب تحقيق القدوم من أجل "المعقول" الحياة صعبة أم ربما نحن من يخلق المصاعب والعقبات بحجة المناصب والمكانة (الذكر والأنثى)؟؟؟ "شحال وانا كانتسنى.. باغا معاك نتهنى".. نعم هو كذلك لكن ربما المصاعب والأرضية غير مواتية أو البحث عن الكمال والروعة جعل الأمور جامدة... أغنية جيدة مع موضوع عميق جدا حله صعب و-ربما - غير موجود.