الاثنين 25 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

خليل البخاري: حكومة الأحزاب والتقنوقراط والمرحلة الراهنة

خليل البخاري: حكومة الأحزاب والتقنوقراط والمرحلة الراهنة خليل البخاري
منذ مدة ونحن نتابع تعايش الأحزاب على أموال الشعب وتتقاسم فيه جميع المناصب والدرجات ليس على أساس الأهلية والكفاءة المهنية، بل على أساس حزبي محض.
لقد ولى وانتهى هذا العهد.على الحكومة أن تقبل بمشاركة تقنوقراط قادرين على تنفيذ الأولويات الاجتماعية للمواطنين.
يبدو لي مبدأ تشكيل الحكومة القادمة من الكفاءات بات مطلبا جوهريا.لذا لابد من إبعاد حقائب الوزارات عن المحاصصة الحزبية،على أن تعمل الحكومة وفق برنامج مسطر تخططه بمعية منظمات المجتمع المدني لإزالة الفساد والمحسوبية التي تدب في جسم عديد من الوزارات والإدارات العمومية ومعالجة القضايا الجوهرية في ميادين التعليم والصحة والسكن .. .
إن وجود تقنوقراط ضمن تشكيلة التعديل الحكومي المرتقب امر مهم لان التقنوقراط يتمتع بمساحة مهمة من الحرية والاستقلالية أكثر من المتحزب المكبل والمقيد بتوجهات حزبه.
وفي انتظار أن تتضح المواقف النهائية ويعلن عن التشكيلة الجديدة للحكومة المعدلة بعد انتظار طويل وترقب الجميع،ما أحوجنا إلى حكومة قريبة من هموم ومطالب المواطنين،حكومة قاطرة على معالجة القضايا الآنية في التعليم، والصحة والسكن...وكفانا من الملاسنات بين الأحزاب والنفاق السياسي وازدواجية الخطاب والتعصب لمرجعية ما.
إننا في حاجة إلى وجود وجوه جديدة من التقنوقراط سواء من داخل البلاد او خارجها لان الحكومة الحالية المكونة من الأحزاب فقدت ثقة المواطنين خاصة بعد تفاقم حجم المديونية الخارجية وتردي الأوضاع في قطاعات مهمة أبرزها قطاع التعليم الذي يتخبط في مشكل خطير وهو شح الموارد البشرية و المناهج المتجاوزة ومشكل تدريس المواد العلمية باللغة الفرنسية والبنية التحتية المهترئة..وفي قطاع الصحة فالأمور في عديد من المستشفيات لاتبعث على الارتياح كما هو الحال بالمستشفى الإقليمي بالجديدة بعد إعفاء المدير السابق المشهود له بالنزاهة والكفاءة المهنية..إضافة إلى مشاكل عديدة بالسكن الاجتماعي
نحن في حاجة إلى حكومة تتواجد بها كفاءات حزبية وتقنوقراط متمرسون وخبراء بمعنى الكلمة.
إن الحكومة الأنسب في نظري في الوقت الحالي لابد أن تضم في تشكيلتها تقنوقراط.
فالخريطة السياسية ببلادنا غير مستقرة ولازال يشوبها الخلاف والفرقة والنفاق السياسي وازدواجية الخطاب وغلبة المصالح الضيقة أكثر من التلاحم والاتفاق.
نحن في حاجة إلى حكومة الكفاءات من الأحزاب الرائدة والتقنوقراط..حكومة قادرة على تنفيذ السياسات العمومية القائمة على رضا الشعب وأولوياته الاجتماعية وتدفعها رؤية فكرية متقاربة خدمة لهذا البلد.

 

خليل البخاري، باحث تربوي