الاثنين 25 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

حمزة نيازي: صحافة "المرقة "

حمزة نيازي: صحافة "المرقة " حمزة نيازي
أسهل مهنة يمكن لأي شخص أن يمتهنها بسرعة وبدون مستوى دراسي أو بدون أي خبرة هي (الصحافة / صحفي)، من هب و دب أصبح صحفي، بكاميرا أو هاتف و بطاقة صحافة تعطى لأي كان بدون استحقاق، بهذه الخطوات السهلة تصبح صحفي تنشر الاخبار العاجلة و الأحداث الآنية، بل يمكن أن تقوم بتغطية إعلامية شاملة... الوصفة جد سهلة ما عليك – بالإضافة إلى ما سبق – إلا أن تحسن مستواك في اللغة العربية، أي إشراك بعض الكلمات الفصيحة اثناء كلامك مثل (فإذا به ... هناك مراحل ... تسمى ... و كان السبب ... مسيرة  ... الوقائع ... و بما انه...)، ثم تقوي الرصيد المعرفي بالفصول القانونية المشهورة من القانون الجنائي المغربي خاصة الفصل 392 و الفصل 396 التي لطالما ترددت في برنامج مداولة.
دون نسيان  بعض فصول الدستور المغربي أو فقط ضبط مصطلح "ربط المسؤولية بالمحاسبة".
بل أكثر من ذلك يمكن ان تأسس جمعية تعطيها الصفة الحقوقية و الاجتماعية أو اسم طويل يشمل مصطلح * حقوق الإنسان *.
يا رباه ... يا إلهي ... كما نقول بالعامية * صافي وصلتي * فهذه الخلطة تمكنك من أن تصبح صحفي مشهور لكن بدون مستوى.
هل هذه هي الصحافة ؟؟؟
هذا يطلق عليه (صحافة المرقة) التي أصبحت سائدة وموجودة، صحافة دون المستوى تستغل وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبح الجميع وبدون استثناء يلج إليها من أجل العمل على اجندة و خلفية إما سياسية داخلية تقصي وتقمع و تشهر بأصحاب الرأي والصحفيين الأحرار ... أو صحافة خبيثة تخدم سياسة * طابور خامس * بنشر مقالات و دراسات كاذبة تمس بالوحدة الترابية المغربية كمثال ... أو صحافة من نوع اخر تعمل على تحصيل الأظرف البيضاء من اجل التشهير بجهة أو اشخاص أو مؤسسات أو شركات ... *صحافة المرقة * التي تسترزق عن طريق سياسة لي الذراع .
الكل أصبح خبير وصحفي ومحلل بدون شواهد أو مستوى أكاديمي يخول ويعطي الحق في ممارسة المهنة، لماذا وصلنا لهذا المستوى المنحط جدا حتى أصبح شخص بدون تراكمات أو مسار يحمل صفة صحفي، هل هي خطة لقتل تلك المهنة الرائعة التي تسعى إلى تجويد الخدمات والبث في القضايا وإشهارها والكتابة حولها من أجل تنوير الرأي العام وخلق نوع من التوازن وعدم طغيان وتعسف فئة على أخرى !!!؟؟؟، أليس تاريخ الصحافة المغربية حافل برجال في المستوى، خير مثال الصحفي المناضل عمر بن جلون الذي تم اغتياله بسبب قلمه الصحفي الحر !!!؟؟؟... هل أصبحنا في زمن التفاهة و المادية و كثرة الأقلام المأجورة !!!؟؟؟، يوم على يوم تفقد الصحافة تلك الرسالة النبيلة بتصرفات و ممارسات – فئة – تجعل من الرأي العام يصلي صلاة جنازة على مصداقية الجسم الصحفي.
عندما كان رجال الصحافة الاحرار في المغرب حتى حدود بداية 2000 يقومون بتناول أي موضوع أو كتابة عمود أو تغطية حدث أو تحقيق، همهم و مبدأهم هو الاعتماد على المصادر الموثوق بها، فيبحثون عن المعلومة الصحيحة التي تكون مدعمة بالأدلة والمستندات دون إغفال التحقيق في الحادث من جهتين، ليس الانحياز والاتهام الكاذب لجهة دون أخرى.
الآن نشاهد صحافة - كما قلت سابقا - لي الذراع، ونحن نفهم ما يعني هذا المصطلح الذي يعبر على انحطاط وخبث صحفي الدعاية الموجهة الاحادية.
إلى متى وإلى أي مدى سنصل بهذه الصحافة ؟؟؟ فأسلوبهم يسبب اثار وخيمة على من كان مستهدف (بالخصوص من استهدف كذبا و بهتانا وبغير حق) ... في الخفاء لديهم اهداف تخدم شخصهم لا اكثر و شعارات المصلحة العامة و المواطن و المجتمع ما هي إلا كلام فارغ، عملا بمقولة * الغاية تبرر الوسيلة .