الاثنين 25 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

لمياء أوراس: التعليم الخاص.. بين مطرقة التعليم الحضوري وسندان "التعليم عن بعد"

لمياء أوراس: التعليم الخاص.. بين مطرقة التعليم الحضوري وسندان "التعليم عن بعد" لمياء أوراس

في خطوة غير مسبوقة، اجتمع رئيس الحكومة سعد الدين العثماني ووزير التعليم سعيد امزازي، بممثلين عن قطاع التعليم الخاص، في إقصاء صارخ للأسر التي يمثلها اتحاد آباء وأمهات وأولياء أمور مؤسسات التعليم الخاص بالمغرب، حيث أفضى اللقاء عن بلاغ متكتم غير واضح المعالم ولم يكشف فيه عن مخرجات الحوار ولا عن مطالب ممثلي قطاع التعليم الخاص. إذ لا يزال سعيد أمزازي في سباق محموم مع الزمن خصوصا مع اقتراب الدخول المدرسي محاولا الخروج من الورطة التي سببت له إحراجا ومواجهة مباشرة مع الأسر المغربية والرأي العام.

 

يبدو جليا أن باطرونا التعليم الخاص لا يضيعون أدنى فرصة للاستفادة من المال العام، بعد أن هرعوا من قبل دون أي حياء لمحاولة الانقضاض على صندوق كورونا، مما خلق سخطا وغضبا لدى المغاربة. وما مطالبتهم بجعل الدراسة حضوريا في شهر شتنبر، إلا دليل قاطع على ضرب مصلحة بل صحة أبناءنا عرض الحائط. حيث يريدون ضمان أدائنا رسوم التسجيل والتأمين والتمدرس. وكذا إفراغ مخزونهم  وبيع الكتب والمستلزمات الدراسية، وليذهب أبناؤنا للجحيم. وبعدها سيطالبون بالتعليم عن بعد.

 

العالم كله يحتضر، يعجز عن كبح جماح فيروس قاتل يفتك بالصغير والكبير، وهم لا يهمهم إلا ملء جيوبهم متجاهلين صحة أبنائنا.

فالحكومة مصرة على تجاهلنا وإقصائنا كشريك حقيقي وحيوي في العملية التعليمية والتربوية، وتفضل للأسف محاباة ومجاملة لوبي التعليم الخاص باعتبار أن هناك مصالح مشتركة، بدل أن تنكب الحكومة على رصد كل الاختلالات التي واكبت عملية التعليم عن بعد طيلة شهور الحجر الصحي، ونزع فتيل الخلاف بين الأسر والمدارس وحماية الطرف الأضعف، ألا وهو فلذات أكبادنا وتغليب مصلحته على كل شيء.. وإشراك جميع الفاعلين والمهتمين والخبراء لاتخاذ القرارات الصائبة التي تراعي الظرفية التي تمر منها البلاد.

 

من هنا نندد بالإقصاء الذي طالنا، ونطالب الحكومة بإشراكنا في صياغة كل القرارات التي تهمنا وتهم أبناءنا كآباء وأمهات. وبالتالي نحمل الحكومة كامل المسؤولية في زيادة احتقان الوضع وتوتر العلاقة بين الأسر والمدارس الخاصة مما سيكون له وقع سيء على أجواء الدخول المدرسي المقبل، وكذا إرباك المستقبل الدراسي للتلاميذ.