الاثنين 25 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

خليل البخاري: إصلاح التعليم مفتاح تطوير المجتمع

خليل البخاري: إصلاح التعليم مفتاح تطوير المجتمع خليل البخاري
إن نظامنا التعليمي لا زال دون مستوى الطموح ودون مستوى الإمكانات التي وف ت له ودون مستوى التحديات التي تواجهها بلادنا على كافة الأصعدة.
ولاتزال مخرجات نظامنا التعليمي أضعف من أن تواجه تحديات الحاضر والمستقبل التي تستطيع مواجهتها من دون بناء نظام تعليمي متمكن وقادر على استيعاب جيل المستقبل بمنظومة من الأهداف الطموحة والبرامج المتكاملة والمناهج العصرية والممارسات التعليمية المبدعة والبيئة المدرسية الحاضنة لكل ماهو جميل في ثقافتنا وتاريخنا وقيمنا.
إن نظامنا التعليمي لايزال مكبلا بكم هائل من المخاوف والتدخلات زمن يمتلك الخبرة والدراسة وممن لا يمتلكها وممن يحشر أنفه في كل قضية أو موضوع.
بكل موضوعية، نحتاج إلى إعادة صياغة مفهوم المدرسة..فالمدرسة ليست مجرد فصول دراسية ودروس وخصص وإنما هي مؤسسة تعليمية وتربوية يفترض أن تساهم بفعالية في تشكيل هوية التلميذ وشخصيته. ويتشرب من خلال برامجها ودروسه وأنشطتها القيم والسلوكيات الحسنة والمعارف.
ويفترض أن يتخرج منها التلاميذ وقد أصبح أكثر نضجا واقدر على مواجهة تحديات الحياة ولديه من المهارات ما يمكنه من مواصلة تعليمه في مجالات العلوم المختلفة.
ويحتاج تعليمنا إلى أن نعيد هيبته ومكانته . فهناك عديد من مدارسنا تعاونت تراخت في احترام وقت الدراسة وشجعت التلاميذ على الغياب دون مبرر وعدم أداء ال واجبات وضعف المشاركة في الأنشطة.
ويحتاج تعليمنا إلى إعادة صياغة الأنشطة والتعليمات المنظمة لقواعد وأجزائه التعليمية والإدارية. فمثلا،منظومتنا لا تزال غارقة بمهنة التعليم بسلسلة لا تنتهي من الإشكالات ابتداء من قبول الأستاذ بمدارس التكوين من دون معايير كافية للتأكد من صلاحيته للتعليم والتربية وكذلك توظيف أساتذة بالتعاقد دون تكوين متكامل وفي المستوى المطلوب.
وبخصوص المنهج الدراسي، فلا يزال الكتاب المدرسي لا يراعي الفروق الفردية بين التلاميذ وكذلك الشعب الدراسية.أما عن طرق التدريس فلا تزال غارقة في التلقين وأسلوب المحاضرة هو المهيمن والغالب.
إن إصلاح تعليمنا لن يخرج عن ثوابت سياسة التعليم وهي توفير العدالة الاجتماعية والحفاظ على مجانية التعليم وتدعيم الوحدة الوطنية. ويتطلب إصلاح تعليمنا تحسين البيئة الإدارية في وزارة التربية والتعليم وفي الأكاديميات والمديريات الإقليمية والمؤسسات التعليمية ورفع كفاءة الأداء وتفكيك المركزية وتوفير بيئة تعليمية جاذبة ممتعة وتوفير استخدام التقنيات الحديثة.
إن الوقت ليس في مصلحتنا لإضاعته في إعداد إستراتيجيات أو دراسات.فالوضع يتطلب حلولا خلاقة طويلة المدى بعيدا عن دهاليز المركزية والبيروقراطية.
أن إصلاح تعليمنا ليس مسألة أموال وإمكانات مادية بل هي مسألة إستراتيجية متكاملة وشاملة تنطلق من المدرسة وإشراك نساء ورجال التعليم.
إن كل هذه الخطوات هي المدخل السليم لإصلاح واقع التعليم باعتبارها قادرة على تقديم مخرجات نوعية متميزة.
إن مفاتيح إصلاح تعليمنا توجد من داخل المنظومة التعليمية.
ويعتبر أي منها مدخلا مناسبا للإصلاح مثل المناهج والامتحانات وتدريب الأساتذة والتوجيه والهدى الديداكتيك التعليم.
وبحكم أن التعليم شأن مجتمعي بحت. الأسرة والمدرسة والتلاميذ والأستاذ والإدارة التربوية يمثلون حلقة متكاملة،ينبغي أن تتعامل مع بعضها البعض لإنجاح المسيرة التعليمية وتأسيس جيل مبدع وقادر على حمل المشغل وإكمال عملية البناء للبلاد .
خليل البخاري/ باحث تربوي