الجمعة 1 نوفمبر 2024
فن وثقافة

على ضفاف "مدارات".. الكاتب جمال بوطيب يحكي قصته مع الأجناس الأدبية

على ضفاف "مدارات".. الكاتب جمال بوطيب يحكي قصته مع الأجناس الأدبية الكاتب جمال بوطيب (يمينا) والزميل عبد الإله التهاني

أشرع الزميل عبد الإله التهاني نافذة برنامجه الثقافي "مدارات"، مساء يوم الثلاثاء 30 يونيو 2020، لاستقبال نسائم عطر الأدب وأجناسه الفاتنة، مع ضيف حلقة جديدة في حوار الثقافة والمجتمع، حيث تتبعت جريدة "أنفاس بريس" كعادتها، رفقة مستمعي "الراديو"، بوح الكاتب جمال بوطيب، وهو يسرد تجربته الأدبية، في القصة والرواية والشعر وولعه بالرسم والتصاميم الرقمية...

 

بداية مشوار

بلغة أنيقة تنصف مقام ضيف مدارات قرب الزميل التهاني مستمعيه وعشاق الأجناس الأدبية من منبع القراءة في بداية مشوار الكاتب جمال بوطيب الذي وصف البدايات قائلا: "في الحقيقة هذا المشهد نادرا ما يعاش... لكنه انطلق مع أساتذتنا وكتابنا المغاربة.. وكانت المحاولات الأولى تصحيحات في الكتابة مع الأساتذة وتقويماتهم.."، أما هوس الكتابة فقد انطلق "من منابر الملاحق الأدبية والثقافية بالصحف والمجلات الوطنية، وتشجيعات الإعلاميين والكتاب والأدباء.."

 

سنة 2003 شكلت منعطفا مهما في الكتابة عند جمال بوطيب من خلال فوزه بجائزة أدبية على اعتبار أن مراحل "الكتابة تميزت بالبعد الشعري" (سنابك العشق/ القصيدة المطولة)، حيث طرح عبد الإله التهاني سؤال مدارات "لماذا أوقفت صبيب الشعر؟" ليقر جمال على أن "الأمر لا يتعلق بنضوب، أو توقف... الأمر يتعلق بالاشتغال بالموازاة مع أكثر من جنس أدبي".

 

هسيس الأجناس الأدبية

حسب ضيف حلقة مدارات، فالسؤال الذي يتردد باستمرار في جلسات النقد بخصوص جنس الرواية يتمحور حول أن "الرواية المغربية تفتقر إلى التخيل.. الاعتماد على الذاتي... أحيانا يصب النقد في اتجاه أن الرواية المغربية لا تنافس نظيرتها المشرقية.." إذ توزعت اهتماماته وإنتاجاته بين الكتابة الأدبية والشعرية والقصصية والنقدية فـ "التميز تأسس على اختيارات محددة ..."، وكتابة الرواية عنده اعتمدت على شيئين أساسيين "أن يكون النص الروائي قصيرا ومثيرا".

في هذا السياق قال بوطيب مؤكدا على أن "أعراف الكتابة الروائية العربية لها أعراف، والكتابة الغربية لها أعراف كذلك... واستفدت من الكتابتين.."، وعن رواية "سوق النساء" قال "هي رواية مبتورة... تقرأ من أي صفحة شاء القارئ".

 

وعن سؤال كيف يتحول الروائي إلى ناقد؟ اعتبره جمال بوطيب "يدخل في إطار نقد النقد ونقد الذات.."، موضحا "كيفما يحلو لنا أن ننتقد يجب أن نستمع لنقد الآخر". هذا التميز لدى الكاتب جمال بوطيب هو الذي جعله "يزاوج بمهنية بين النقد والكتابة... ويمارس السرد والنقد"، حيث يقول إنه "لا سلطة لمؤاخذة الآخرين".

 

أما بخصوص سؤال: أيهما أقرب إلى نفس ضيف حلقة مدارات الكاتب جمال بوطيب "كتابة القصة، الرواية، أم النقد.."؟ أجاب بأن "النص الشعري يمكن أن يكون سرديا، والنص السردي يمكن أن يكون شعريا.. فالأمر له علاقة بنص واحد نكتبه بالطريقة التي تفرض علينا... وكثيرا ما تستعصي علينا القصيدة فنحولها لنص روائي... هي نصوص مفتوحة... لن تجعل الكاتب يدعي أنه أهل في هذا الجنس... النص أحيانا يمكن أن يأتي في شكل فرجوي، أو على شكل لوحة فنية بالريشة والأنامل، ويتشكل أحيانا أخرى بالموسيقى..."

 

أدب الطفل

عن أدب الأطفال تحدث الضيف بعشق أدبي يلعب دورا أساسيا في تربية الناشئة والتنشئة، على اعتبار أن الرجل راكم تجربة إبداعية مهمة في كتابة مجاميع قصصية للأطفال تعتمد على "سيرة دينية أو حكاية تراثية"...

تجربته في إبداع أدب الأطفال يعتبرها "شكل من أشكال النقد للموجود في ساحة الكتابة" دون أن يبخس أعمال الأسماء الوازنة في المشهد الإبداعي الخاص بالأطفال.. ولكن ضيف الحلقة يقر بأن هناك "تطفلا واستسهالا" في مجال كتابة أدب الأطفال. من هذا المنطلق يرى جمال بوطيب أن تجربة سنة 2002 من خلال "النص التربوي" (حور تشرب الشاي مع القمر) تندرج ضمن "حاجة ذاتية في شق كتابة أدب الأطفال".

 

في سياق متصل تحدث الضيف عن تجربة "مجلة اقرأ" التي تهتم بـ "ثقافة الطفل في سن (18سنة) كناشئة مختلفة داخل هذه الفئة العمرية". وعن أهداف المجلة حددها "في ترسيخ قيم المواطنة، وقيم المواطن المغربي، والهوية الدينية، والتعدد اللغوي، والتراثي والفني.." وتروم المجلة ترسيخ "الانتماء للوطن ثقافة وسلوكا وتربية"؛ وأضاف بأن مجلة اقرأ "تسعى إلى أن تكون قادرة على لم شمل الكتاب والاهتمام بالفنانين وأن يجد فيها الجميع ملاذهم بعد أن كنا نرتمي في حضن المشرق".

 

الموسوعة السردية واسترجاع مشوار الدراسة الجامعية

 بخصوص أكبر موسوعة للسرد العربي (2015) التي اهتمت بجمع النصوص، واشتملت على أجزاء همت الشق التاريخي والجغرافي، والأعلام، والدراسات النقدية، والمدونة النقدية، أفاد بوطيب بأنها "تجربة شارك فيها أزيد من 100 كاتب من العالم العربي".

ويعتبر الأكاديمي جمال بوطيب نفسه "محظوظا بعد أن وجد في طريق دراسته الجامعية أعلام وأسماء كبيرة في ميدان الفكر والبحث"، (لائحة الاعتراف طويلة)، حيث استفاد منهم على المستوى "المنهجي والمعرفي والإنساني بسبب رفعة وسمو أخلاقهم، وورث عنهم سلوكهم الرفيع في ميدان المعرفة الذي يتأسس على العلاقة بين الطالب والأستاذ".

 

سؤال الجمالية الفنية وثقافة الاعتراف

أما على مستوى اهتمامه بالعلوم الاجتماعية والفنون التشكيلية في سياق سؤال الجمالية، قال بوطيب "اهتمامي هذا، مرده إلى التكوين، حيث أتيحت لي فرصة الدراسة بشعبة علم الاجتماع وعلم النفس والفلسفة.... وتعاملت مع نصوص تليق بالاهتمام... واشتغلت على دراسة لوحات فنية لشخصيتين فنيتين، هما الفنان أحمد مجيداوي والفنانة نادية خيالي بمفاهيم غير موجودة في اللوحة". واعترف ضيف مدارات التهاني بعشقه "للصورة والخط العربي"، لكن إنتاجاته تخضع للعمل الجماعي مع الفريق "الفريق هو الذي ينتج المعرفة المشتركة... ضمن محيط الكاتب ومحيط الناشر"، يقول جمال بوطيب.

 

وعلى ضفاف مدارات حوار الثقافة والمجتمع قال بوطيب عن الأسماء التالية:

ـ مبارك ربيع: عليه فتحنا أعيننا، هو عمر من الإبداع، وتجربة يصعب إدراك كنهها

ـ أحمد الصفريوي: رقم عصي في المشهد الثقافي

ـ أحمد اليابوري: أستاذ الأجيال، كتبه من المعلمات للكتب التي تلتها

ـ أحمد شراك: صديق وأخ عزيز، محفز على الكتابة.. اسم يصعب أن يتجاوز في السوسيولوجيا.. هو واحد ممن لا يجود الزمن بأمثاله... إنسان يحب الخير للناس...