الجمعة 29 مارس 2024
كتاب الرأي

رشيد لبكر: متى يتركنا هؤلاء "الخبراء" نفرح على خاطرنا!؟

رشيد لبكر: متى يتركنا هؤلاء "الخبراء" نفرح على خاطرنا!؟ رشيد لبكر

قرأت اليوم مقالا بموقع "هسبريس" لأحد "الخبراء" يقدم فيه قراءته لكيفية تعامل المغرب مع جائحة كوفيد، استخلصت منه فكرتين أساسيتين ركز عليهما الخبير صاحب المقال؛ وهما أن هناك احتمال الإصابة بانتكاسة تؤدي إلى موجة ثانية للمرض أكثر فتكا، والثانية أنه استدل على تنبؤه هذا بجائحة إسبانيا التي غزت العالم في 1917 وأودت بحياة الملايين...

 

في الحقيقة، أن هذا الخبير، ينطبق عليه المثل القائل: فسر الماء بعد جهد بالماء... لأن مقاله لم يضف شيئا جديدا، وكل هذه المعلومات باتت معروفة ومعلومة لدى الخاص والعام. أما استشهاده بالجائحة الإسبانية، فمردود لاختلاف السياقين على أكثر من صعيد... ويمكن ببحث صغير عبر محرك البحث العثور على كم الدراسات التي أثبتت الاختلافات القائمة والتي لا تستقيم على ضوئها، أي مقارنة بين عالمي 1917 و2020...

 

بيد أن ما يهمني من هذا كله، هو هذا التشاؤم الجاثم على ذهن وفكر "خبرائنا" الذين لا يفرحون بما تحقق ولا يتركوننا نفرح على "خاطرنا"... مقالاتهم كالكوابيس التي تقطع لذة حلم جميل في ليلة دافئة... الناس في أوروبا كانت لديها الإصابات بالألوفات والوفيات كذلك، ومع ذلك نراهم فرحين مبتهجين بهذا الانعتاق، ويتطلعون إلى المستقبل بتفاؤل وفرح.. ونحن، الله يسترنا ويستركم، يستكثرون علينا الفرح؛ ويتعاملون مع الوضع وكأننا ما زلنا في بداية الجائحة، بل توشك البلاد أن تدخل معهم في موجة وسواس قهري عام... ياكا أودي لا باس....

 

الذي أثلج صدري، صراحة، هي التعليقات التي رد بها القراء على صاحب المقال، فـ "الصراحة الزغيبي كال ما كال الطبل وما نساو فيه غير اللي انساو"، وبانوا بعض القراء متقدمين في معلوماتهم عن خبيرنا هذا، وظهر عبر هذه العينة البسيطة من الردود، أن المغاربة عياوو بصح. ويكاد أن يقتلهم الرعب والقلق، وأصبحوا تواقين لفسحة تمسح عنهم الغم والهم وتفتح بابا لشم الهواء ومعانقة الفضاء الرحب... لكن، كلما لاحت بارقة أمل... خرجوا تعليقات الخبراء وتصريحات الفهماء لرد عقارب الساعة إلى الوراء، وبإصرار عجيب على تعكير الأجواء وترهيب الأمزجة، وكاين حتى شي كتبة وملصقين، يتصيدون بالمنظار كل جائحة ونائحة ومنكدة لإلصاقها على حيوطهم...

 

نعم الاحتياط واجب. راحنا عرفناها وهضمناها، ولكن رخفوا على عباد الله شويا...بشروا ولا تنفروا... واعلموا رحمكم الله، أن تخويف المسلم "أي تخليعه" حرام... وأن إدخال البهجة والسرور على عباد الله فيه حسنة... وأن سيدي ربي يتقول على لسان سيدنا رسول الله: "أنا عند حسن ظن عبدي بي"... وباركا من التفعفيع راكم اخلعتونا... واطلقوها أطلق الله "البشاشة" في وجوهكم ... غيروا الحبر الأسود، الله يرحم الوالدين...