الجمعة 29 مارس 2024
فن وثقافة

"مدارات" عبد الإله التهاني يحتفي بـ 40 سنة من تجربة عبد الكريم برشيد

"مدارات" عبد الإله التهاني يحتفي بـ 40 سنة من تجربة عبد الكريم برشيد الكاتب المسرحي عبد الكريم برشيد (يمينا) والزميل عبد الإله التهاني

توفق عبد الإله التهاني، وهو يستضيف المسرحي عبدالكريم برشيد، في برنامج "مدارات"، على أثير الإذاعة الوطنية، أن يختزل في أقل من ساعة تجربة 40 سنة لرائد المسرح الاحتفالي.

 

برشيد الذي اشتغل في المسرح من التنظير والبحث إلى كتابة النصوص والإخراج، قال: إن المسرح لديه يمثل مشروعا فكريا واضحا للتعبير عن أفكار واختيارات.. مضيفا أن الإنسان خلق لكي يفرح ويتواصل ويشارك مع الآخرين لأن الفرح يزداد بالاقتسام. متابعا أن المسرح هو فن الاحتفالية ومدرسة للديمقراطية والحوار ولتعلم أن الحقيقة مطلقة، وموجودة في وسط الطريق.

 

وتحدث عبد الكريم برشيد، رائد المسرح الاحتفالي، عن تجربته المسرحية في سياق تاريخي وتراكمات مسار إبداعي عربي من مرحلة التأسيس وإعادة التأسيس إلى التأصيل.. مشيرا إلى خلاصة أن لكل وطن مسرحه الخاص. وذكر هنا برواد المسرح المغربي: الطيب الصديقي، أحمد الطيب لعلج وعبد الله شقرون.

 

وكان برشيد يعود من حين لآخر، في الرد عن أسئلة التهاني، إلى المسرح الاحتفالي؛ مذكرا بأجواء الحلاقي والبساط والأعراس والمواسم والأسواق الأسبوعية والتبوريدة، مما يدل -في نظره- أن المجتمع المغربي مجتمع احتفالي خالص.

 

وأجاب برشيد، بأسف، عن سؤال واقع المسرح المغربي اليوم؛ معترفا بأن هناك جوانب إيجابية كالبنيات التحتية والدعم الحكومي وبروز إعلام مسرحي مقابل سلبيات عددها في إعدام مسرح الهواة الذي كان ينبني على روح نضالية ويحمل رسالة في إطار صراع فكري وجمالي وتقاطب سياسي. وأصبح المسرح اليوم  مهنة وحرفة وعملا بمقابل مادي، لكنه مسرح بدون رسالة، حيث تشابهت المسرحيات في نظر برشيد وطغت عليها النمطية.

 

وطالب عبد الكريم برشيد بإعادة الروح إلى مسرح الهواة ومسرح الشارع والمسرح الجامعي والعمالي، لأن هذا الفن لا يمكن أن يعيش بقدم واحد، المسرح الاحترافي.

 

وعن تجربته في الإخراج المسرحي، قال عبد الكريم برشيد إنها لم تطل لكثرة الالتزامات ليكتفي بالتأليف، مع الحرص في كتابته على رؤيا إخراجية وإشارات ركحية.

 

واختتمت حلقة برنامج "مدارات" بالحديث عن نيل الضيف لشهادة الدكتوراه سنة 2003 حول موضوع: "تيارات المسرح العربي.."، مؤكدا أن هذه الشهادة تدخل في إطار شغفه بالبحث في المسرح كعشق أبدي وليس حبا في شيء آخر.