مشهد للثانوية خالية من التلاميذ في زمن كورونا الباديسي تقرئكم السلام، ويقول لكم، طال الغياب، اشتقت لكم، أحن لصخب أقدامكم تدوس تلابيب فستاني الأخضر، أحن لقهقهاتكم تتعالى بين الممرات يملأ صداها بعض فراغات قلبي، تؤنس لحظات وحدتي . أزهار حديقتنا يتيمة تنمو في غياب أناملكم تداعب سيقانها ترشف بعض رحيقها قبل أن تسكنها في هواتفكم.
أيا أحبتي عودوا. لن أغلق الباب في وجهكم إن تأخرتم عن موعد الدخول، لن أكشف أسراركم ولو أن دخان سجائركم يتعب رئتي اليمنى. أبنكم أحبتي طال الفراق، عودوا لن أشتكي شغبكم وصراخكم .
أيا أحبتي عودوا. لن أغلق الباب في وجهكم إن تأخرتم عن موعد الدخول، لن أكشف أسراركم ولو أن دخان سجائركم يتعب رئتي اليمنى. أبنكم أحبتي طال الفراق، عودوا لن أشتكي شغبكم وصراخكم .
أصاب الغياب مسامعي بالصمم وكان بها وقر. وسرقت الوحشة كحل عيني وقلادة عنقي .
صدأت أساوري وخلخال رجلي .أغلق الأبواب باكرا وأخلد لعزلتي، هجر النعاس أجفاني، سكنت الأشباح ظلمة ليلي .
أبنائي، أحبتي، النوارس وضعت بيضها فوق السطح وعما قريب ستملأ فراخها الساحة وهي تتعلم الطيران.
القطة البرتقالية رحلت عند الفجر ولم تعد، وحده ذاك الأسود البشع يملأ صمت الليل مواء، يغيب ويعود عند الفجر ينتشلني من كوابيس أحلامي .
أخلع عني لباس نومي، أغتسل بقطرات الندى، أتناول مرودي القديم أمرره بين جفني وعيني مغمضة، وأجلس وحدي أرقب شروق الشمس.
عودوا، نضب معين دمعي، بح صوتي واتسعت انحناءة خصري وعلا الشحوب بعض وجهي.
عودوا، نضب معين دمعي، بح صوتي واتسعت انحناءة خصري وعلا الشحوب بعض وجهي.
