الخميس 18 إبريل 2024
كتاب الرأي

أحمد فردوس: معالي رئيس الحكومة.. صندوق مكافحة كورنا يحتاج لهذه الموارد المالية من مال الشعب

أحمد فردوس: معالي رئيس الحكومة.. صندوق مكافحة كورنا يحتاج لهذه الموارد المالية من مال الشعب أحمد فردوس
لماذا تلجأ حكومة الإسلام السياسي دائما لحل مشاكلها المالية إلى الحائط القصير (الحائط لقصير) للتغلب على أزماتها ؟ كيف يعدم رئيس الحكومة من إبداع أفكار وحلول يمكن أن تشكل فرصة سانحة لإنصاف شعب متضرر من قرارات اقتصادية مجحفة في حق الشعب؟
في الوقت الذي قرر فيه ملك البلاد إحداث صندوق مكافحة فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، ودعمه من ماله الخاص كإشارة لانطلاق عملية المساهمة الوطنية للتغلب على حاجيات ومتطلبات الأزمة، فضل رئيس الحكومة أن يوظف حائط الموظفين وقرر تأجيل الترقيات المشروعة دستوريا بقطاعات اجتماعية حيوية تلعب مواردها البشرية الدور الأهم خلال هذه اللحظة العصيبة.(ماكاين باس).
لكن معالي رئيس الحكومة تغافل أن يلتفت إلى جانبه ليضع يده على أرصدة مالية تستحق في زمن كورونا أن تضخ في صندوق مكافحة الجائحة بقرار حكومي في غاية الأهمية كان وما زال أن يحسب له وعليه، ليمرر رسائل شعب معروف بكرمه الحاتمي كلما على صوت نداء الوطن.
من المعلوم أن أزمة كورونا قد تسببت في انخفاض كبير في أسعار النفط، ارتباطا بأزمة الأسواق العالمية. وانهيار سعر البترول عالميا انعكس على سعر المحروقات بمختلف أنواعها، حيث عرف سعر البرميل انخفاضا مهما وصل إلى أقل من 47 دولار.
كان من المفروض منطقيا أن تشهد أسعار المحروقات بالمغرب انخفاضا في الأثمنة كذلك تماشيا مع الأسواق العالمية بسبب تفشي فيروس كورونا، وكان لزاما على حكومة سعد الدين العثماني أن تسرع إجراءات عملية التخفيض وفق أسعار النفط الدولية الموجودة في السوق المغربية. لكن إرادة نهب جيوب المواطنات والمواطنين المغاربة أقوى من إرادة الإنصاف وتكافؤ الفرص وتحقيق عدالة الأسعار المتحكم فيها.
العديد من أبناء الطبقة المسحوقة من مستعملي السيارات والشاحنات والمركبات من زبناء محطات الوقود بمختلف أسمائها ومسمياتها، لم ينزعجوا من صمت رئيس الحكومة ودفن رأسه في الرمال كالنعامة، و لم ينزعجوا أيضا في هذه الفترة من اصطفاف سعد الدين العثماني إلى جانب جشع محتكري وأثرياء الريع في سوق المحروقات الذين ينهبون الشعب باسم تحرير الأسعار في زمن كورونا، لكنهم مقابل ذلك يصر أبناء الطبقة المسحوقة على تحويل فارق الأرباح الفاحشة إلى صندوق مكافحة وباء كورونا باسم الشعب المغربي اقتفاء لأثر ملك البلاد ودعما لمبادراته الحكيمة.
إن أبناء الطبقة المسحوقة معالي رئيس الحكومة مستعدون للتزود بالمحروقات، و أداء أثمنتها الصاروخية بمحطات البنزين دون ضجيج أو اعتراض، واستمرارهم بأريحية في إفراغ جيوبهم في بطون الجشعين من المستثمرين في قطاع البترول، لكنهم مقابل ذلك يطالبونكم كمسئول حكومي في هذه اللحظة العصيبة بتحويل فارق الأسعار المفروض اعتمداها بالمغرب تماشيا مع انخفاض أسعار سعر برميل البترول في السوق العالمية إلى صندوق مواجهة جائحة كورونا.
معالي رئيس الحكومة، أصوات عديدة ترتفع اليوم لإصلاح منظومة الصحة بالمغرب بعد أن وجدنا أنفسنا الله كريم في عز الأزمة الوبائية وجائحتها الفتاكة، وتدعوا إلى الرفع من ميزانية القطاع لتحويل المستشفيات إلى فضاءات للرحمة بالإنسان المنهوك بالأمراض المزمنة، بعد أن اكتشفنا عدم قدرة الوزارة على التعاطي مع المشاكل المستعصية..
نريد فعلا مستشفيات ناطقة بالحيوية من خلال توفير التجهيزات والموارد البشرية الكافية، على اعتبار أن صندوق مكافحة الجائحة الذي أحدثه ملك البلاد يحتاج اليوم إلى ضخ أموال إضافية لاستثمارها في قطاعات عمومية، نظرا للدور الذي تلعبه في حياة الشعب في مثل هذه اللحظات العصيبة .
إن الفارق المهول في أثمنة المحروقات بالمغرب في ظل انخفاض سعر برميل النفط بالأسواق العالمية يعتبر حقا من حقوق الشعب المغربي، ولم يعد مقبولا أن تتملص من مسئولياتك الحكومية لتتواطأ مع الجشع ونهب المال العام لزيادة الشحمة في أرصدة المحتكرين....
لن نسائلكم معالي رئيس الحكومة عن إعدام صندوق المقاصة الذي كان رافعة لدعم الفئات المقهورة، ولنسائلكم الآن عن مسألة التسقيف لأن الحديث فيها دو شجون.