السبت 20 إبريل 2024
كورونا

في زمن كورونا: من مرسى أسفي يُسمع صدى صرخة "العين بصيرة واليد قصيرة"

في زمن كورونا: من مرسى أسفي يُسمع صدى صرخة "العين بصيرة واليد قصيرة" توقفت عقارب زمن العمل بمرسى أسفي
عدد هائل من العائلات التي يعيش أفرادها من الاقتصاد غير المهيكل الذي انقطع صبيبه في زمن كورونا.. ويدبرون حياتهم بشكل يومي في علاقة بما يجنيه رب الأسرة ومعيلها الوحيد من مداخيل هزيلة و بقشيش تسلمه له بعض الأيادي البيضاء مقابل خدمات اجتماعية لفائدة زبنائهم.
"بقشيش" يومي يتسلمه هؤلاء الطيبون عند نهاية كل خدمة مطلوبة من الزبون، يكفيهم لسد رمق الأفواه الجائعة التي اختارت سلاح الصبر والعفاف والكفاف دون أن تشهر ألسنتها في وجه أباطرة الريع والاحتكار وتجار المآسي والأزمات هنا وهنا.
نموذجنا من هذه الفئة الاجتماعية الذي سنسوق للقارئ يتعلق بشريحة المياومين العاملين بمرسى حاضرة المحيط عاصمة السمك، الذين يشكلون حسب مصادر جريدة "أنفاس بريس" أزيد من 40 في المائة من ساكنة المدينة القديمة بأسفي.
هم اليوم بعد قرار حالة الطوارئ الصحية بالمغرب، التي ستمتد إلى غاية يوم 20 أبريل (قابلة للتمديد) وجدوا أنفسهم (الله كريم) موقوفين عن عملهم اليومي بمرسى أسفي بعد أن توقفت فيه الحركة التجارية المرتبطة بالصيد البحري.
رجال خلقوا تحت الشمس والمطر ورذاذ أمواج البحر، يترقبون عودة قوراب الصيد كل ساعة، يتحملون مسئولية تدبير حياة أسر بكاملها من خلال خدماتهم التي يزاولونها بالمرسى، منهم الحمال وطالب معاشو.. ومنهم من يقوم بعملية تقشير الأسماك وتنظيفها، وآخرين اختاروا طهي السمك وتقديم الوجبات الغذائية للبحارة والوافدين على المرسى.
لقد توقفت عقارب زمن العمل بمرسى أسفي بالنسبة لهذه الشريحة الاجتماعية البئيسة، لكن عقارب الحياة لم تتوقف، فكل دقيقة و ساعة تمر، ينفذ صبر هؤلاء الموقوفين عن العمل في زمن كورونا رفقة زوجاتهم وأبنائهم وأقربائهم، ويتطلعون إلى التفاتة من المسئولين تخفض من نسبة قلقهم على مصير الأفواه الجائعة في زمن الجائحة.
نتساءل مع القابضين على الجمر وهم في الصفوف الأمامية لمواجهة حرب فايروس كورونا كل يوم، ونتقاسم قلق السؤال عن عدم اطمئنان المراقبين والمتتبعين للشأن الوطني على مصير هذه الفئة الاجتماعية:
هل يستفيق ضمير المستثمرين من رياس البحر ، وأثرياء أسفي، والمؤسسات والشركات الاقتصادية والمستفيدين من صفقات المؤسسات المنتخبة وقطاعات اجتماعية أخرى وفعاليات المجتمع المدني المتطوعة للتنسيق مع السلطات العمومية الإقليمية للمساهمة في التخفيف من ألم صرخة "العين بصيرة واليد قصيرة"؟؟
إن الوقت يداهمنا جميعا... فهل تتحرك الجهات المعنية للإجابة بردة فعل مألوفة لدى المجتمع المسفيوي الطيب لنطمئن القلوب ونضخ أوكسجين روح قيم المواطنة في زمن كرونا.