الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

إلى أي حد يعي الفلاح بزاكورة مسؤوليته في تدبير النفايات البلاستيكية؟

إلى أي حد يعي الفلاح بزاكورة مسؤوليته في تدبير النفايات البلاستيكية؟ النفايات البلاستيكية تتحول لشبح أسود

إن الموقع الجغرافي لمدينة زاكورة والطقس الحار السائد بها جل اشهر السنة جعلها قبلة لمجموعة من الفلاحين والمستثمرين في مجال الفلاحة العصرية من اجل انتاج بعض الأنواع من الخضروات والفواكه.

الشيء الذي أكسب هذه المدينة شهرة وطنية وعالمية في إنتاج بعض الفواكه مثل الدلاح الزاكوري الذي يطرح بالأسواق قبل بداية فصل الصيف والذي يتميز بجودة عالية.

 

إن حجم الطلب الكبير وارتفاع كمية الإنتاج موسم بعد موسم أرغم الفلاحين على استعمال وسائل بلاستيكية متعددة وبكميات كبيرة جدا من أجل ضمان إنتاج وفير ووقايته من الأمراض. هذه المواد البلاستيكية متعددة الاستعمال من بداية تهيئة أماكن الزراعة مرورا بالمعالجة والتقوية ووصولا إلى مرحلة الجني.

 

يمكن إهمال كمية صغيرة من هذه المواد البلاستيكية التي يعاد استعمالها من جديد لعدة مواسم فلاحية لكن معظمها يتم التخلص منها بشكل عشوائي في الطبيعة.

 

"كيف يمكن التصدي لانتشار نفايات بلاستكية سوداء ستغطي زاكورة بعد مدة من الزمن؟"

من بين المشاكل الكبيرة التي تواجه الاقليم والتي تختفي خلف بريق حجم الاستثمار الكبير والإنتاج المتزايد هي تلك المتعلقة بالنفايات البلاستيكية، سواء على مستوى تدبير المخلفات وطرق التخلص منها وخصوصا مشكل الوعي لدى الفاعلين بالقطاع بحجم المشكل الذي يهدد المنطقة.

 

 

إن هذا المشكل ليس وليد اليوم، لكنه كان يعتبر مهملا لأن الزراعة السائدة قبل سنوات هي زراعة تقليدية تعتمد عل الري التقليدي بالأحواض، وتكاد النفايات البلاستيكية شبه منعدمة. لكن في الآونة الاخيرة انتشرت طرق الزراعة العصرية التي تعتمد بشكل كلي على المواد البلاستيكية.

 

ولعل هذا المشكل لم يتم التطرق له بتاتا لغياب المراقبة من طرف الجهات الوصية على القطاع وأيضا اقتصار مناطق انتشار تلك النفايات على مناطق زراعية غير آهلة بالسكان نسبيا مثل (منطقة الفايجة طريق المطار زاكورة، بعض السفوح الواسعة في الجماعة القروية الروحا، وبعض الضيعات الزراعية في الجماعتين القرويتين لتنزولين وبني زولي وبوزروال، بالإضافة إلى منطقتي تزارين والنقوب...).

 

وفي غياب مراقبة فعلية للفلاحين من خلال توعيتهم بضرورة تدبير نفاياتهم البلاستيكية، يظل هذا المشكل حبيس نفسه يتطور في صمت و يكبر بسرعة تطور الإنتاج الفلاحي بالمنطقة.

ولن يتم الوقوف فعليا على حجم هذا المشكل حتى يصبح أكبر مما هو عليه الآن ويصعب السيطرة عليه، ليتحول لشبح أسود يلتهم هذه المدينة الصحراوية الجميلة ويقضي بصفة نهائية على صفاء طبيعتها ويؤثر جليا على مجال السياحة الإيكولوجية والترفيهية التي تتميز بها جوهرة الجنوب الشرقي.

 

في حوار أجراه طاقم الصحفيين الشباب مع عبد الله الصالحي، فلاح يعتمد على تقنيات عصرية في زراعة الفواكه والخضروات، أكد فيه :

"أنه يستعمل المواد البلاستيكية بشكل كبير جدا في إنتاج الفواكه والخضر، وأن هذه المواد البلاستيكية سهلت عمله وساهمت في تطور إنتاجه و جودة محصوله، و اضاف انه لم يتعرض منذ بداية استعمالها لأي مراقبة في شأن التخلص من النفايات.. وأكد أنه يتخلص منها بالوادي والشعاب المجاورة، وغالبا ما تنقلها الرياح بعد الجني بعيدا دون تكبد عناء نقلها".

 

من جهة أخرى نقل فريق الصحفيون الشباب مجموعة من التساؤلات حول هذه الظاهرة إلى إبراهيم الفزني، بصفته مدير مركز الاستثمار الفلاحي بتنزولين، فوضح :

"أنه على علم تام بوجود هذا النوع من النفايات البلاستيكية، وأنه تم وضع برنامج لتتبعها وجمعها في أكياس مخصصة لهذا الغرض قصد إرسالها للجهات المختصة من أجل إعادة تدويرها، وقد تم إجراء عدة حملات تحسيسية في هذا المجال.

وأن التركيز على الفلاح كفاعل قوي سيمكن من السيطرة على هذا المشكل قبل تفاقمه".

 

بالمقابل أجرى فريقنا حوارا ثالثا مع الحسين النجمي، أستاذ مادة علوم الحياة والأرض بثانوية بوزروال التأهيلية، جاء على لسانه أن:

"هذه الظاهرة لم يتم حصرها بمعطيات دقيقة لحد الساعة، لكن من خلال معاينته الميدانية اتضح له أن بعض المناطق بالإقليم تعرف انتشار هذه النفايات.

كما حذر من أن انتشار هذا النوع من النفايات سيؤثر سلبا على التوازنات الطبيعية والأنظمة الغذائية والتنوع البيولوجي بالمنطقة.

كما اقترح عدة تدابير للحد من هذه الظاهرة منها: الانخراط الفعلي والمباشر في إعادة تدوير هذه النفايات البلاستيكية وأيضا التفكير في استعمال مواد بديلة للبلاستيك صديقة للبيئة".

 

حاليا ماذا يمكن فعله قبل تفاقم هذا المشكل؟

ما يمكن استنتاجه فعليا ان المشكل لم يعد حبيس نفسه، بل أصبح جليا لكل الفاعلين والمتدخلين في القطاع.

لكن ما يجب الوقوف عنده هو أن  الفلاح عموما لا يعي خطورة المشكل ولا يستوعب حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه بسبب تداخله المباشر مع البيئة المحيطة به، وأنه عنصر مهم جدا في الحفاظ على توازنها.

لذا يجب التركيز جليا على نشر الوعي البيئي بين جميع المتدخلين في القطاع للحد من تفاقم هذا المشكل والسيطرة عليه.

كما يجب تقنين تدبير التخلص من تلك النفايات البلاستيكية أسوة بنظيرتها الطبية والإشعاعية؛ واعتماد إعادة تدويرها كحل فعال لاستفادة منها والتصدي لأضرارها...

 

مصيرنا غدا... بأيدينا اليوم... لنكن مسؤولين...