لأول مرة في تاريخ الفن بالمغرب، تنظم المدرسة العليا للفنون الجميلة التابعة لجماعة الدار البيضاء إلى غاية 14 مارس 2020، معرضا جماعيا حول أعمال واحد وعشرين فنانا أستاذا ينحدرون من هذه المؤسسة التاريخية العريقة، برسم هذه السنة، تحمل هذه الدورة عنوان "بالأشكال، نكون"، احتفاء بمرور ثلاثين سنة على تدريس مادة التصميم بالمدرسة عبر عرض أعمال إبداعية لواحد وعشرين فنانا مؤطرا تربويا يمثلون شعب التصميم الغرافيكي، الفن الفضاء، التصميم الداخلي: عبد الله بويدار، عبد الرزاق دوالنجاح، يونس الطالبي، عبد العزيز وحيد، كريم صلاحي، محسن طرار (التصميم الغرافيكي)؛ نجوى لديي، سعيد كيحيا، محمد الشباعي، خالد الزايدي، عبدالعزيز بوستة، عبدالحق حبزي، طارق بوطاهر (التصميم الداخلي)؛ صبيحة القدميري، فوزية كسوس، موسى الزكاني ، عبد الرحمان بنانة، اسماعيل بوعناني، أحمد سوالي، مصطفى شفيق، سعيد جعايدي (فن فضاء).
وينبغي التأكيد على أن هذا المعرض البيداغوجي يندرج في إطار مخطط العمل الثقافي الذي التزم به المجلس الجماعي للمساهمة في تعزيز وتنمية الفنون على الصعيدين المحلي والوطني بشكل مستدام، وذلك من خلال رأسملة ثراء كل المسالك الإبداعية للفنانين المؤطرين التربويين الذين يستهدفون تقاسم تنوع و تعدد ممارساتهم الأسلوبية مع المولعين بالفن.
وصرح المنظمون في هذا الشأن: "نحن مقتنعون جدا بأن هؤلاء الفنانين الأساتذة يضطلعون بدور حاسم وبارز في تكوين الفنانين المغاربة الصاعدين. يتعلق الأمر إذن بتثمين بالغ للتعليم الفني العالي ولفعل التحصيل في سياق بيداغوجي ملائم وذي سلوكيات مشفوعة بالجد والاجتهاد. بكل تأكيد، إنه معرض نوعي يقوم على التعريف، بصيغة مغايرة، بوضعية الفنان المربي بكل إيحاءاتها الدالة أساسا على العلاقة التفاعلية لثنائية الأستاذ/ الطالب. يا له من لقاء لطيف حول الفن وتعليمه جدير باستكشافه إلى غاية 14 مارس".
وحول فرادة هذا المعرض الجماعي، كتب سعيد كيحيا، مدير المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء: "ها قد مرت بالفعل ثلاثون سنة! الوقت يمر سريعا، بسرعة فائقة حتى.
1990/ 2020، ثلاثون سنة من الفن والتصميم بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء؛ قصد الاحتفاء بثلاثة عقود من التكوين في مجال التصميم بشعبه المختلفة (التصميم الغرافيكي، التصميم الداخلي، تصميم المجسمات)، بادرت الإدارة إلى دعوة الفنانين/ المدرسين بالمؤسسة لعرض والتعريف بأعمالهم التعبيرية المتنوعة على عدة وسائط لفائدة الطلبة والجمهور المتبصر: التصوير الصباغي، تصميم المجسمات، النحت، الفوتوغرافيا، المنشأة، الملصق، المنجز الفيلمي. يجمع هذا المعرض، الفريد من نوعه، بالرواق ذاته أربعة أجيال من الفنانين المدرسين، 90% منهم منحدرون وحاصلون على دبلوم المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء، وقد صقلوا مهاراتهم إما بالمغرب، أو بفرنسا، أو بسويسرا أو ببلدان أخرى. كم شاءت الصدفة الجميلة أن يعرض جنبا لجنب الجيل اللاحق من الطلبة مع جيل أسلافه من الأساتذة عبر أعمال ومنجزات مختلفة. إنها مناسبة مثالية للاستكشاف بدون حكم قيمة مسبق، وبدون ادعاء.
يبقى الرهان هو التأكيد مجددا على أن وضع المدرسة الاعتباري يتمثل في الورش الدائم الذي يتضمن مختبرات البحث والتنقيب والمسلك الإبداعي الخلاق، وكلها موسومة بحلقات تكوينية فنية ومهنية نوعية، حيث الهدف الأساس هو إجراء مزيد من التجويد على مستوى تكوين فناني المستقبل بتعدد تخصصاتهم وأجيالهم، وذلك من أجل اندماج جيد في وسط مهني يشهد تحولا سريعا".
بدوره، كتب الناقد الفني وأستاذ تاريخ الفن عبد الله الشيخ تحت عنوان "فسحة للأساتذة الفنانين": "يتوخى هذا المعرض/ الملتقى تقاسم تجارب الأساتذة الفنانين بالمدرسة عبر أعمالهم التشكيلية المختارة بموجب اهتماماتها البيداغوجية والجمالية في المقام الأول طبقا لقولة فرونسوا دوكلوزيتس "لا توجد بيداغوجيا جيدة لا تبدأ بإيقاظ الرغبة في التعلم". وكذا لمبدأ دانييل بيناك "لا وجود لبيداغوجيا، هناك فقط مدرسون مربون". تكمن خصوصية هذه المبادرة المنفردة في الإرادة الحازمة لهذا الشغوف متعدد التخصصات، سعيد كيحيا، الأستاذ، والفنان المصمم، ومدير المدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء. إرادة تنعكس على مشروع خلاق ومحفلي. إن الهدف المنشود هو إعادة التفكير في علاقة الطلبة بوصفهم ممثلي الجيل الجديد من المبدعين المعاصرين مع الفنون البصرية.
"بالأشكال، نكون"، معرض/ حدث، مهدى برمته إلى الفن بصيغة الجمع. معرض يحشد ويعبئ كل هيئات المدرسة: الطاقم الإداري، الطاقم البيداغوجي والطاقم الطلابي. إنها طريقة مغايرة لتذوق وإدراك الفعل الإبداعي الذي يمكن جماهير المتلقين من تشكيل نظرة جديدة ، ويساعد على إثراء التعليم الفني المقترح في غضون السنة الأكاديمية.
على مدى عشرة أيام، يستوفي متحف مؤقت شروط الحياة. متحف سيتيح لا محالة للمولعين بالفن إمكانية التفاعل مع الأعمال ومع الفنانين المربين، مع غرس ثقافة قراءة المنجزات الإبداعية بمظاهرها المختلفة ووفق مقاربات منهجية جديدة في أوساط التلاميذ والفنانين الناشئين. لعمري إنها إمكانية مثلى لتنمية الأنشطة الثقافية والفنية كوحدة تكميلية لسيرورات التكوين بكل مخططاتها الفعلية والتفاعلية معا".