كتبت الأستاذة والكاتبة فاطمة الزهراء ازرويل تدوينة على صفحتها بالفيسبوك، تسترجع فيها ذكرى ثاوية في ثنايا قلبها للراحلة الفنانة رجاء بلمليح، حين كانت رجاء بعد لا تزال طالبة عندها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية عين الشق بالدار البيضاء.. ذكرى مرت عليها سنوات لكنها لا تزال طرية وكأنها بالأمس أو اليوم. في ما يلي نص التدوينة تشاركها "أنفاس بريس" مع قرائها:

"كانت رجاء بلمليح إحدى طالباتي في الكلية، وحين شرعت في تدريس مادة "نظرية الادب"، كانت تواظب على حضور الدرس رغم أنه لم يكن مقررا في السنة التي تدرس بها، وتحرص على مبادلتي الحديث في نهاية الحصة.

أذكر أننا تناقشنا طويلا بعد ظهور أغنية لطيفة رأفت "خيي خيي"، والنجاح الكبير الذي حققته. كنت أسألها دائما: ماذا تريدين؟... مرت الأيام، واختارت شكلا غنائيا راقيا يلائم صوتها وثقافتها، وظلت تزورني في البيت من حين لآخر.

ذات يوم، حدثني زميل قديم في الدراسة، كان يعمل بوزارة الثقافة، عن استجواب أجرته معها إحدى القنوات المصرية، وأخبرني بأنها ذكرتني، وأشادت بي وبتأثيري في مسارها الثقافي والفني.

لن أنسى ما حييت ذلك اليوم الذي التقينا فيه بالمطار، كنت متوجهة إلى تونس، وكانت هي عائدة من وجهة لا أذكرها، ما أن لمحتني حتى توجهت نحوي لتعانقني بحرارة، وتنادي والدتها التي كانت تصحبها: "ا ماما... آجي تشوفي أستاذتي اللي كنهدر ليك عليها"...

كم كنت وفية وراقية أيتها الفنانة المتميزة والمثقفة... وكم حزنت يوم نبأ غيابك الحزين... ولا تزال تحزنني الذكرى"...