الجمعة 29 مارس 2024
فن وثقافة

مبارك ربيع يفكك العلاقة بين الثقافة والتنمية بمؤسسة مسجد الحسن الثاني

مبارك ربيع يفكك العلاقة بين الثقافة والتنمية بمؤسسة مسجد الحسن الثاني مبارك ربيع (يمينا) وإدريس الناقوري

ألقى الدكتور مبارك ربيع بالمكتبة الوسائطية، بمؤسسة مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء، مساء الخميس 20 فبراير 2020، محاضرة الشهر تحت عنوان "الثقافة والتنمية المجتمعية"، بحضور بوشعيب  فقار، محافظ المؤسسة، ونخبة من رجال الفكر والثقافة والمتتبعين. وسير اللقاء الناقد إدريس الناقوري الذي قدم مبارك ربيع كواحد من أبرز الكتاب المغاربة الذين ساهموا في تأصيل تقاليد الكتابة الروائية بالمغرب، وقد توزع إنتاجه بين القصة القصيرة، والرواية، والمقالة الأدبية، والبحث؛ مشيرا إلى أولى إبداعاته: ”سيدنا قدر” (قصص)، ورواية "الطيبون"؛ فضلا عن أن المحاضر شغل منصب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك بالدار البيضاء.

 

وأخذ مبارك ربيع الكلمة حيث تحدث عن المكانة التي يجب أن تحتلها الثقافة في النموذج التنموي الجديد؛ ووقف عند مفهوم الثقافة، والصراع القائم بين الثقافة والمجتمع، بين التوجه الأمريكي الذي يدعي بأن الثقافة هي أساس تطور وتنمية المجتمع، والتوجه الأوروبي الذي يقول العكس، أي أن المجتمع هو الأساس في تنشئة الفرد وتطوره؛ وكذلك الشأن بخصوص مفهوم التنمية التي تحتاج بدورها وقفات متأنية والإجابة عن أسئلة راهنة: هل التنمية هي فعلا مجموعة من المخططات لمنظمة والدراسات والتصورات التي تقضي إلى تطوير  المجتمع وتقدمه؟ وهل التنمية هي تنمية الإنسان أو تنمية المجتمع بصفة عامة؟ أو هي تنمية قطاعات اقتصادية واجتماعية محددة؟ وغيرها من الأسئلة الكثيرة التي تطرح في هذا السياق.

 

وتطرق المحاضر بعد ذلك إلى مجموعة من الاعتبارات التي يجب استحضارها لتحديد وضبط هذه العلاقة المهمة بين الثقافة والتنمية؛ وذكر من هذه الاعتبارات: مفهوم  الجهوية التي طرحت في العقود الأخيرة بأصنافها المختلفة، كالجهوية الموسعة والجهوية المتقدمة... كما عرض مبارك ربيع اعتبارات أخرى في فهم العلاقة بين الثقافة والتنمية، كالتعددية الثقافية، والتطور التكنولوجي الذي بات يطرح العديد من التحديات على المجتمعات العربية والإسلامية.

 

وأشار المحاضر من جهة أخرى إلى مؤسسات التنمية: الأسرة والمدرسة والمجتمع. وأكد خصوصا على البحث العلمي الذي ما زالت نسبته متدنية كثيرا؛ بالإضافة إلى بعض العوامل السلبية التي يمكن أن تعوق وتقف حاجزا ضد التنمية، أبرزها هجرة الكفاءات إلى الخارج، وخاصة نحو امريكا وأوروبا.