لقد غادرت وكأن الشمس هي التي تغادر

غادرت مثل الصيف الذي يتلاشى خلف الضباب

وكما الخريف الذي يمزق أوراقه

غادرت فاحتفظت بكل الذكريات في قلبي

الآن أنني جد خائف من الشتاء والبرد

أنا خائف من الغياب وكل الفارق الذي سيميز حياتي

كل شيء يكلمني فقط عنك الآن

في كل مكان ظلك يلاحقني

لم أكن أتوقع أن أفارقك قبل الأوان

لقد مرت بضعة أسابيع منذ غيابك المفاجئ

كل سعادتي وأحلامي تغيرت في نغمة من الاحزان

سأهديك لك الان كل كلماتي

حبي لك وحدك ولا أحد يمكنه أن يأخذه مني

فما لا يمكننا الحصول عليه باستحقاق هو مجرد سراب

الان انت تبتعد

والمسافات أحيانا تساعد، للاقتراب

ان غيابك لشيء غريب

أنا أحاول أن أفهم، ولكن لا شيء يساعد

الطيور لا تغني بعد الآن

العالم لا يعني لي أي شيء بعد الآن

أنا خائف من كل شيء

أخشى أن يخبرني الصمت عن ندمي

وفي قلبي لا يوجد شيء لأقوله سوى الحنين إلى الماضي

الجرح هو الآن مجرد بقايا من الطعنة القاتلة

قلبي الذي تعرفه جيدا تمزق إلى ألف قطعة من زجاج الكريستال

لا شيء يستحق الذكر بعد الرحيل

من يدري ربما أحلامك سعيدة الآن

لكن هل يمكنني التأكد من ذلك؟

رغم أنك تركت هذا العالم، حبنا سيظل نفسه

لا أحد يستطيع إبعاده عنا

أحيانا النسيان يساعد لإحياء ما يستحق العيش

أردت أن أحبك أكثر وأكثر مما أحب الحمقى

كمثل الشمس التي تغرق في قاع المحيط

بدونك العالم أصبح غير مبال

كل شيء تغير الآن

مثل الصيف بدون غيوم

مثل الأحد الوحيد، لا أحد جاء لرؤيتي

الآن أنا خائف من الشتاء والبرد القارص

أخشى من فراغ الغياب

أخشى من أن لن تغني الطيور على حافة نافذتي

أخشى أن يغتال الصمت كل الكلمات

وهكذا لا يوجد الان في قلبي شيء

لا شيء، كل شيء مجرد رحيل يقتل كل شيء بداخلي

ما أقوله هو قلبي الذي تعرفه جيدا الدي يحكيه دون أن يرمش