الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

زينب إحسان: حذف "كوطا" النساء وتخفيض سن شبيبة الاشتراكي الموحد مكاسب من رحم الديمقراطية

زينب إحسان: حذف "كوطا" النساء وتخفيض سن شبيبة الاشتراكي الموحد مكاسب من رحم الديمقراطية زينب إحسان

انتخاب زينب إحسان كاتبة عامة لشبيبة الاشتراكي الموحد، كأول امرأة على رأس شبيبة حزب، كان حدثا هاما بكل امتياز. "أنفاس بريس" التقت زينب وأجرت معها دردشة من أجل معرفة الأجواء العامة لانتخابها في مهمة الكتابة العامة من جهة، ولمعرفة توجهها المستقبلي وهي تتحمل مسؤولية حزبية هامة من جهة ثانية. إذ أكدت أن هذه المهمة الحزبية لم تمنح لها اعتباطا، بل أملتها كفاءتها الفكرية وتشبعها بمجموعة من القناعات والمبادئ.

 

+ من هي زينب إحسان؟

- زينب إحسان من مواليد 12 شتنبر 1992 بمدينة القنيطرة، حاصلة على شهادة الماستر بشعبة اللوجستيك، حاليا أتابع دراستي العليا في أفق نيل شهادة الدكتوراه. على المستوى الحزبي انخرطت بالحزب الاشتراكي الموحد سنة 2011، وسني حينذاك 19 سنة. وانخراطي بهذا الحزب تولد مباشرة بعد متابعتي لحركة 20 فبراير وما خلقته من مخاض فكري وسياسي على الصعيد الوطني. فهذا الحراك ولد في داخلي مجموعة من القناعات، منها ممارسة العمل السياسي. ومن خلال بحثي حول مسار الحزب والأفكار التي يتبناها، وجدته بمثابة الفضاء الذي يناسب قناعاتي، وهو الأمر الذي جعلني أنخرط فيه، إلى أن أصبحت أتحمل مهمة كاتبة فرع الشبيبة بمدينة القنيطرة وعضو المجلس الوطني ومختلف التنظيمات الوطنية، آخرها مهمة الكاتبة العامة لشبيبة الحزب على المستوى الوطني.

 

+ بصفتك أول امرأة تحظين بهذه المهمة على رأس هرم شبيبة حزب وطني، هل تتوفرين على برنامج عمل يتناسب ومسؤوليتك الجديدة؟

- هذا أمر أكيد، نحن مجموعة من الشباب، ذكورا وإناثا، جعلنا من شبيبة حزب الاشتراكي الموحد خلية نحل تشتغل بطريقة، نتوخى منها عملا إيجابيا وبصمات جديدة، بعيدة عن هفوات غيرنا المعتمدة على الأسلوب الشفوي والخطابي. لذا فنحن سنركز على عمل جماعي منفتح على كل شباب مناطق المغرب، خاصة وأن شبيبة الحزب تعرف حاليا حضورا غير مسبوق وبكل جهات ومناطق المغرب، بما في ذلك جهة العيون التي أصبحت شبيبتها حاضرة لأول مرة، تنضاف إليها مناطق أخرى ككلميم ومحطات بالشرق والشمال والوسط... عملنا سيكون على أرض الواقع نتوخى منه إقناع أكبر عدد من شباب المغرب لدخول المجال السياسي من بوابة المساهمة في التوعية السياسية وتحقيق مكتسبات جديدة لهذا الوطن على واجهات متعددة.

 

+ تعرفين أن المد الأصولي في المغرب قد هيمن في السنوات الأخيرة على الحياة السياسية، ما هي استراتيجية عمل شبيبة الاشتراكي الموحد للمساهمة في الحد من هذا الاكتساح؟

- من الأكيد أن عزوف الشباب المغربي عن المشاركة في الانتخابات منح فرصة مواتية لأحزاب ذات استراتيجية عمل أساسها المقاعد الانتخابية ولأهداف مصلحية محض. هذا الأمر جعل بلادنا تؤدي ثمنه باهظا في الوقت الحالي، حيث أن العديد من المطالب ظلت غائبة، بل إن مكتسبات كثيرة تحققت بالأمس القريب تم الآن طمس معالمها. لذا فشباب المغرب اليوم أمام مسؤولية تاريخية جسيمة، وهي الاجتهاد من أجل التغيير، والتغيير يهم محترفي الانتخابات الذين لا تهمهم مصلحة الوطن بقدر ما تهمهم المكاسب الذاتية. ولهذه الغاية، فإن برنامج عملنا له واجهة أساسية وهي الانفتاح على كل الطبقات الشبابية لإقناعها بالانخراط في العمل السياسي من جهة، والاقتناع بالمشاركة الفعلية في تغيير المشهد الانتخابي الحالي الذي ينبثق من اختلالات عديدة.

 

+ عرفت المحطات المرتبطة بانتخاب هياكل حزب شبيبة الاشتراكي الموحد مجموعة من التوترات، قبل أن تهدأ عاصفة مجموعة من الصراعات، ما هو تقييمك لمسار مؤتمركم الأخير؟

- نحن كشباب حزب الاشتراكي الموحد نستشعر الفخر والاعتزاز، لا بفوزنا في الانتخابات، ولكن لما حققناه في المجال الديمقراطي من مكتسبات غير مسبوقة بأكبر نسبة من الأحزاب المغربية. فمؤتمرنا الأخير لم يخضع لمنطق التعليمات أو الزبونية. وإنما كانت الديمقراطية هي سيدة الموقف. فالكل عبر رأيه بوضوح، وكانت الانتخابات هي المتحكمة في كل القرارات. فشيء طبيعي أن نختلف لكوننا احتكمنا للمسار الديمقراطي، وكلما حضرت الديمقراطية يتم ضرب المصالح الذاتية، واتضح هذا الأمر جليا ونحن نقوم بتخفيض سن شبيبة الحزب من 36 إلى 34 سنة، وقمنا بإلغاء "الكوطا" التي كانت مخصصة للعنصر النسوي والمحددة في 25 بالمائة، لتصبح المرأة والرجل بشبيبة حزبنا على قدم المساواة. انطلاقا من هذه المعطيات كانت بعض الخلافات الجوهرية حاضرة، خاصة في المحطة الأولى لمؤتمرنا المنعقد بطاماريس، قبل أن ينخرط الجميع في إنجاح المؤتمر بكل فقراته وذلك بقناعة نهج ديمقراطي صرف. ومن هذه الحصيلة العامة لا يسعني إلا التأكيد على أمر هام، ذلك أن حذف "كوطا" النساء وتخفيض سن شبيبة الاشتراكي الموحد تبقى مكاسب جديدة خرجت من رحم الديمقراطية، وهذا أمر نفتخر به وهو تأسيس منهجي لا مناص من الحفاظ على توجهه العام.

 

+ شبيبة الأحزاب المغربية واليسارية بشكل خاص لا تضع العالم القروي في برنامجها العام، هل فكرتم في هذا التوجه؟

- هذا موضوع غاية في الأهمية، ونوليه كل الاهتمام، لكون العالم القروي له مطالب عديدة، وشبابه يعيش معاناة أكثر بكثير من شباب الحواضر. لهذا فإن الانفتاح على هذه الشريحة ينال من اهتمامنا الأهمية القصوى، ونحن بصدد رصد برنامج عمل الغاية منه وضع استراتيجية عمل تواصلية أولية لتليها خطة عملية فعلية قوامها إشراك أبناء العالم القروي في المشهد الحزبي وعبره في المشهد السياسي ككل، لكن بروح فعالة معتمدة على الشفافية ومحاربة محترفي الانتخابات في صورها الانتهازية.