يحدث هذا في تناف تام مع مختلف الشعارات التي ظل يرفعها "البيجيدي" والتي يدعي من خلالها الطهرانية والشفافية ومحاربة الفساد والإستبداد، إذ لا زال المراقبون يتذكرون جيدا عدد من مقولات الزعيم السابق ل "البيجيدي" وهو يتحدث عن مواجهة "التماسيح والعفاريت"، وعن تبني القيم والمثل الدينية الداعية إلى إقرار العدالة، والعناية بالفئات الهشة، كما يتذكر المراقبون أيضا المقولة الشهيرة للزعيم السابق لحزب "اللامبا" وهو يستحضر مقولة الصحابي الجليل عمر بن الخطاب وهو يخاطب بطنه الجائع داخل قبة البرلمان سنوات المعارضة : " قرقري أو لا تقرقري فإنك لن تذوقي سمنا ولا زيتا حتى يشبع أبناء المسلمين " .
ولعل ما حدث ليلة أمس بجماعة الريش التي يقودها أحمد العزوزي المنتمي ل "البيجيدي" ليس سوى الشجرة التي لا تخفي الغابة، فبدل أن تخصص سيارات الجماعة الترابية لفائدة تنقلات الجمعيات الإجتماعية أو التنموية في المنطقة، تم تكريسها لخدمة المصالح الخاصة للأصوليين، ولمن يدور في فلكهم من خواص ومقربين، وهو الأمر الذي يستلزم فتح تحقيق جدي لمحاسبة كل المتورطين في حادثة الأمس، والتي لا يمكن أن تخرج عن دائرة استغلال النفوذ لتحقيق مآرب خاصة.