الجمعة 29 مارس 2024
اقتصاد

المفاتيح الأربعة لاختيار المدير العام لشركة «سويز» المغرب كأول محطة إفريقية

المفاتيح الأربعة لاختيار المدير العام لشركة «سويز» المغرب كأول محطة إفريقية بيرتراند كامي المدير العام لـ "سويز" (يسارا) وباسكال داريي مدير ليدك وعبد الله طالب مدير التواصل بـ "ليدك"

هي أربعة أسباب جعلت بيرتراند كامي (BERTRAND CAMUS) يختار المغرب كأول محطة إفريقية يزورها منذ أن تم تعيينه مديرا عاما لشركة "سويز" (SUEZ) في ماي 2019.

السبب الأول: وجداني بحكم أن «بيرتراند كامي» كان من بين كبار أطر الشركة الذين واكبوا منح التدبير المفوض لشركة «ليدك» بالبيضاء طوال مسلسل المفاوضات بين 1994 و1997.

السبب الثاني: استراتيجي، ويكمن في أن المجموعة الفرنسية «سويز» وأمام تزايد الحاجة للخدمات الحضرية بمختلف دول العالم، وكذا أمام التحولات المناخية، وجدت نفسها في وضع يتطلب التكيف مع المستجدات ليس للحفاظ على الاتفاقيات المبرمة بل وتمطيط توسع الشركة عبر العالم.

السبب الثالث: عاطفي يتجلى في كون الزيارة للمغرب تحمل «رسائل» وفاء لفريق «شركة ليدك» وتقديرا «للعمل الجيد» الذي يقوم به هذا الفريق بحكم أن صفقة الدار البيضاء تعد أحد أهم صفقات المجموعة الفرنسية بالعالم التي تتضمن تدبير كل الخدمات دفعة واحدة (ماء وكهرباء وتطهير تم إنارة عمومية)، وهو شيء لا تحظى به المجموعة في عدة مدن.

السبب الرابع: تسويقي، ويتمحور حول رغبة «سويز» في تسريع استثماراتها بإفريقيا وتنميتها أكثر. وهذه الرغبة لا تتحقق إلا بتثبيت الأقدام في الدار البيضاء بوصفها القاعدة الخلفية للولوج للسوق الإفريقي، خاصة وأن «سويز» تشهر باعتزاز نجاح فريق عملها في شركة «ليدك» كورقة رابحة، بل كأصل تجاري مضمون لولوج هذه المدينة الإفريقية أو تلك.

زيارة بيرتراند كامي للمغرب تزامنت مع الانشغال الكارثي للرأي العام البيضاوي بمعضلة النفايات (جمعا وطمرا في مطرح مديونة)، خاصة وأن أحد فروع المجموعة الفرنسية «سيطا» سبق وجرب تدبير النفايات قبل أن يتم فسخ العقد بين الشركة ومدينة الدار البيضاء.

شهية «سويز» المفتوحة لتدبير النفايات بالبيضاء مرتبطة برهانين: الرهان الأول بيئي بحكم أن الدار البيضاء توسعت وكبرت وظهرت أقطاب حضرية بضواحي المدينة خلقت ضغطا على مطرح مديونة. وبالتالي الحاجة الملحة لحل المشكل. أما الرهان الثاني فيكتسي صبغة مالية بالنظر إلى أن الملف (خاصة مطرح مديونة) يتطلب استثمارات مهمة جدا لتجاوز المشكل.

انشغال آخر رافق زيارة الرجل الأول لمجموعة «سويز»، ونعني به عدم الحسم في ملاءمة نفوذ تدخل شركة ليدك بتراب ولاية الدار البيضاء مع نوع الخدمات المفوضة. إذ رغم توقيع السلطات العمومية اتفاقية منذ أزيد من خمسة أعوام تقضي بنزع اختصاص تدبير الكهرباء بضواحي الدار البيضاء من المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (ONEE) ومنحه لشركة «ليدك»، فإن العراقيل مازالت مطروحة في وجه تمتيع سكان الجماعات الضاحوية بالبيضاء في الحق في المساواة في الانتفاع من الخدمات الحضرية المقدمة من طرف شركة «ليدك»، على اعتبار أن ثلث السكان تقريبا مقصيون من «رادار» ليدك في قطاع الكهرباء مع ما يعنيه ذلك من إقصاءهم من المساواة مع باقي المنتفعين من خدمات "ليدك".