الخميس 28 مارس 2024
كتاب الرأي

الصديق مكوار: هل يجرؤون على رفع شعار : "يحيا المغرب" كما نردد نحن " تحيا الجزائر"

الصديق مكوار: هل يجرؤون على رفع شعار : "يحيا المغرب" كما نردد نحن " تحيا الجزائر" الصديق مكوار
من يجرأ اليوم في جارتنا العزيزة من حكماء ومستنيرين وهم كثر، أن يعلن أو يبوح أويكتب مقالا معنون ب "يحيا المغرب"، مثلما أفعل الآن، هنا الفرق، وهنا البون بين نظامين، واحد يصر على الحق، والآخر يصر على المضي في طريق الباطل ، طريق مسدود يتجسد هذه الأيام في مظاهرات شعبية ضد العهدة الخامسة لبوتفليقة وجماعته.

كل المغاربة يضعون أيديهم على قلوبهم ويسألون الله أن يحفظ الجزائر وشعبها من الإنزلاق إلى ما لايحمد عقباه، فنحن لانريد لاقدر الله أن نستقبل يوما الجزائريين كلاجئين أونازيحين، فساعتها لن ننصب لهم خياما في العراء، ولن نغلق في وجههم الحدود، ولن نتاجر ولن نزايد بقضيتهم في دهاليز وكواليس الأمم المتحدة، بل سنفتح لهم بيوتنا ليقاسمونا طعامنا وكساءنا ورزقنا، لأننا نعتبرهم أهل الدار وأشقاء وليسوا غرباء.

نعم نحن كذلك لأننا تربينا على ذلك وبذلك أوصانا أجدادنا مع محمد الخامس ، وكذلك فعل الحسن الثاني وعلى منوالهما صار جلالة الملك محمد السادس وعلى نفس العقيدة سنربي أبناءنا وأحفادنا …لن نسمح للحمقى أن يدقوا طبول الحرب وأن يزرعوا بذور الكراهية والحقد والفتنة بين شعبين في الأصل هما شعب واحد.

في السياسة ما كل ما يدبر يقال، ولكن إليه يشار، وماهو في السر أكثر من ما يعلن للعموم ، وقرار التقارب بين البلدين تتدخل فيه أطراف أخرى مرتدية صفة أصدقاء وحتى أشقاء، كل هذه الإكراهات لا تنفي حقيقة أن المغرب منذ فجر الإستقلال، وبحكمة قيادته ورجاله، اختار طريقه التي مشى فيها مضطرا منفردا متخطيا كل الصعوبات تارة ينجح وتارة يخفق لكن الأهم أنه مستمر في المشي، في حين اختار قادة جارتنا في المشي ضد التيار ، ضد التاريخ والجغرافيا ، وهاهم اليوم منهكون غير قادرين على المشي إلا بكرسي متحرك ، وضع نتمنى أن يتعافوا منه قريبا، وأولى خطوات العلاج هي الإيمان بأننا لسنا العدو ، وإلى ذلك الحين سنظل نقول ونردد في السر والعلن "تحياالجزائر"..