الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

بسبب حالات الانتحار المتكررة.. جمعيات بوادي زم تدق ناقوس الخطر وتدعو لإنقاذ المدينة من هذه الكارثة

بسبب حالات الانتحار المتكررة.. جمعيات بوادي زم تدق ناقوس الخطر وتدعو لإنقاذ المدينة من هذه الكارثة مشهد من وادي زم

على إثر حالات الانتحار المتكررة في مدينة وادي زم (حوالي 20 حالة عرفتها المدينة في غضون نصف سنة) أصدرت جمعيات المجتمع المدني بوادي زم بيانا موجها للجهات المعنية من سلطات ومسؤولين حكوميين، تنبه فيه إلى أن هذه الكارثة ما هي إلا بسبب حالات اليأس التي تفشت في أوساط فئات المجتمع نتيجة تطور حالة الاحتقان الاجتماعي وتعدد تمظهراتها.. مشيرة إلى أن هذه الكارثة تتحمل تبعاتها كل الجهات المسؤولة بالمدينة والإقليم. وفي ما يلي نص البيان:

 

"بوعي وطني صادق، وبفهم عميق للواقع المرير لمدينتنا، لاحتكاكنا المباشر بالمجتمع كفاعلين اجتماعيين وترجمة لالتزاماتنا وعملنا الفعلي بالميدان، وأمام تطور حالة الاحتقان الاجتماعي بالمدينة وتعدد تمظهراتها واتخاذها منحا تصاعديا أمام التجاهل واللامبالاة تنبه جمعيات المجتمع المدني بوادي زم جميع المسؤولين من حكومة ومنتخبين وسلطات محلية وإقليمية إلى أن هذا الاحتقان سيؤدي إلى ردود فعل يصعب احتواؤها لن تنفع معها المقاربات الكلاسيكية وستكون المقاربة الأمنية والمقاربات التنموية المؤقتة غير ذات جدوى وفعالية، إن حالة اليأس التي تفشت بين أوساط فئات المجتمع.. نساء رجال، شابات، شباب، مراهقين ومراهقات إلى حد الانتحار والمغامرة بدخول السجون لمدد طويلة بامتهان (الاحتيال الإلكتروني) كمهنة في غياب البديل وانسداد الأفق، وهما مؤشران خطيران على حجم اليأس والاحتقان الاجتماعي والنفسي.. وإننا كجمعيات مدنية مسؤولة تدق ناقوس الخطر ونعلن بوضوح أن انتحار ما يقارب 20 حالة بالمدينة في غضون نصف سنة، هو كارثة حقيقية تتحمل تبعاتها كل الجهات المسؤولة بالمدينة والإقليم، ومن باب الالتزام بأمن واستقرار المشترك، فإننا نطالب من المعنيين النظر باهتمام وتركيز كبيرين فيما يحدث.. وإننا نشير إلى أن هذا الوضع غير الطبيعي ما هو إلا نتاج للاحتقان الذي أنذرنا به من قبل والناجم عن الأسباب التالية:

 

- حالة الحصار الكبرى التي تعاني منها المدينة، والتي تعود إلى مخلفات تاريخية ما زالت تداعياتها قائمة ومؤثرة في حظها من الثروة.

- انسداد أفق التشغيل زاد من عدد المعطلين خصوصا حاملي الشواهد في صفوف الشباب والشابات بالمدينة .

- مطالبتنا بتغيير المقاربة الزجرية بالسجن في حق الشباب المتهم بالآرناك بمقاربة سوسيو-إقتصادية نفسية واجتماعية وتنموية ورياضية بالإضافة خلق برامج ومشاريع تتناسب ومؤهلاتهم في هذا المجال.

- رسالتنا للمدير الإقليمي للتربية الوطنية بوضع برامج للإنصات والاستماع للتلاميذ والتلميذات داخل المؤسسات التعليمية للحد من ظاهرتي الانتحار والهدر المدرسي.

- رسالتنا للمدير الإقليمي بوزارة الصحة للعمل على توفير الموارد البشرية الطبية المتخصصة والشبه الطبية والتجهيزات، أوإغلاق المستشفى المحلى تفاديا لمضيعة الوقت والتوجه مباشرة لخريبكة.

- عدم الإنصات لمقترحات المجتمع المدني والاكتفاء باقتراحات سياسيين محاورين بالإنابة عن المدينة وتمثيلها لن يؤدي بوساطة فعالة قادرة على ضمان استقرار حقيقي، وبدون شك فهو يراكم أحقاد تبرز بشكل كبير في ردود أفعال أبناء المدينة افتراضيا وواقعيا.

- نؤمن بأن الثقافة إلى جانب التنمية شكلت دوما مصدرا وصمام أمان ضد كل أشكال العنف المادي والرمزي تطرفا أو تشددا أو قتلا للغير أو للنفس، ولطالما نبهنا إلى أن تهميش الثقافة هو إضعاف للرابط الثقافي في غياب أي مرفق ثقافي ترفيهي بالمدينة إسوة بالمدن المحيطة.

- رسالتنا لمسؤولي المجمع الشريف للفوسفاط بخريبكة الانخراط الفعلي عبر برامج أكثر واقعية تعود بالنفع على المدينة والساكنة الوادزامية .

 

من خلال تتبعنا للحركية الجديدة والطريقة التواصلية التي نهجها عامل الإقليم نطلب منه الوقوف شخصيا بخلق مشاريع تنموية تستجيب لمتطلبات ساكنة المدينة ونقترح فيما يلي:

- توفير فضاء ثقافي يفجر فيها الشباب مواهبه وطاقته .

- توفير معهد للموسيقى والفنون والمسرح والسينما ومكتبة...

- توفير ولو قاعة واحدة بالمدينة خاصة بالاجتماعات في وجه الفاعلين.

- غياب مراكز تأهيل وتكوين وتوجيه الشباب بوادي زم والاكتفاء بمركز سكيلز بخريبكة.

- فتح الباب في وجه المقاولات الصغيرة والجد الصغيرة للتخفيف من حدة البطالة .

- إحداث وحدة للطب النفسي والمساعدة الاجتماعية الصحية بتنسيق مع مندوب الصحة .

 

وإذ ننبه لخطورة الاحتقان الاجتماعي وانسداد الأفق السياسي بالمدينة، فإننا نؤكد على أننا نملك تصورا كمجتمع مدني للتنمية يمكن تنفيذه من موقع مسؤولية وبوطنية عالية".