السبت 20 إبريل 2024
كتاب الرأي

البدالي :التعليم والتربية بالتعاقد!

البدالي :التعليم والتربية بالتعاقد! صافي الدين البدالي
لماذا تلجأ وزارة التربية الوطنية إلى العمليات الترقيعية في توفير الأساتذة منذ الاستقلال حتى الآن ؟بدءا من العرفاء إلى المعلمين المؤقتين إلى الأساتذة المنتدبين إلى المعلمين العرضيين إلى أساتذة سد الخصاص إلى الأساتذة المتعاقدين ؟
إن أي متتبع الشأن التعليمي في بلادنا أو في الخارج سيستغرب لهذه السياسة التعليمية في شقها البشري من حيث أطر التدريس، فهل الوزارة تريد التقشف؟ وهذا غير صحيح، لأن مالية الوزارة في جزءها المتعلق بالبناء أو في جزءها المتعلق بالتسيير والتكوين، ظلت تعرف كل أشكال الفساد المالي والإداري دون مساءلة ولا محاسبة للوزراء الذين اعتلوا مسؤولية هذا القطاع الإستراتيجي بل جعلوا منه ريعا ماليا. إن الأمر لا يتعلق بالتقشف كما يعتقد البعض أو بترشيد الموارد البشريه، والمالية بل الأمر يتعلق بجعل قطاع التعليم قطاعا لا ينتج الوعي و لا ينتج العنصر البشري. المثقف الذي يكون قادراً على التحليل العلمي و قادرا على الانخراط في صفوف الجماهير الشعبية المطالبة بالتغيير وبالبناء الديمقراطي الحقيقي.ولتحقيق هذا الهدف لابدّ من استهداف العنصر البشري،أي الإنسان الذي سيقوم بعملية التدريس، لأنه الآلية التي من خلالها يمكن تمرير سياسة التدجين التلجيم و سياسة الاستسلام و اليأس و البؤس و العنف و الانحراف.
و من أجل عمل النظام على إلغاء تدريجي للمدارس الجهوية للتعليم والمراكز التربوية الجهوية لتكوين أساتذة السلك الأول من التعليم الثانوي ثم إلغاء المدرسة العليا للأساتذة و ذلك لأن هذه المؤسسات كانت تكون الأستاذ أو المعلم تكوينا نظريا و عمليا حتى يكون ذلك الأستاذ الباحث والمبدع و المبادر المرشد والمنشط و المربي و الذي يجعل من التلميذ باحثا و ناقدا و مشاركا في بناء المعارف و في اكتساب المهارات والمحصن فكريا من الإختراق السلبي و له المناعة التربوية ضد كل استغلال أو انحراف.
إن السياسة التعليمية تريد أن تجعل من المتعاقدين أساتذة ملء الفراغ راضين بما تفرضه الوزارة من شروط التشغيل هروبا من العودة إلى الأسس والمعايير العالمية لتكوين الأساتذة، لكن نسيت الوزارة بأن هؤلاء الشباب بالمعارك النضالية التي يخوضونها يريدون موقعا يشرف المدرسة و بشرف التربية والتعليم و بشرف الوطن و يرفع من شأن التلميذ بإدماجهم في سلك الوظيفة العمومية ، وتكوينهم أحسن تكوين، ومنحهم حقوقهم كاملة .
-صافي الدين البدالي، قيادي بحزب الطليعة الديمقراطي والاشتراكي