الخميس 28 مارس 2024
رياضة

المدرعي: من شوهة إغلاق الملاعب الرياضية إلى فضيحة إقبار الملعب الكبير بالدار البيضاء

المدرعي: من شوهة إغلاق الملاعب الرياضية إلى فضيحة إقبار الملعب الكبير بالدار البيضاء علي المدرعي، يتوسط، فوزي لقجع رئيس جامعة كرة القدم، ورشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب و الرياضة(يسارا)
في الوقت الذي نجد فيه، أن جميع العواصم والمدن الكبرى في افريقيا تتوفر على ما بين ملعبين إلى أربعة ملاعب كبيرة، تتسع لاحتضان جمهور يقارب 90 ألف متفرج، نصدم بفضيحة إقبار الملعب الكبير بالدار البيضاء، الذي كان من المفروض أن يتسع لأكثر من 90 ألف مقعد. طبعا يتذكر الرأي العام أن وزير "الكراطة " أوزين، كان قد أجاب عن سؤال في البرلمان سابقا حيث أكد " على أن المشروع مازال يحتاج إلى 40% من ميزانيته العامة.."
وللتاريخ فإن هذا المشروع كان قد قام بتدشينه الملك ووضع حجره الأساس بمنطقة بوسكورة، وتمتحويله فيما بعد إلى منطقة سيدي مومن، وجمد المشروع نهائيا ولم يعد الحديث عن الملعب الكبير، وبلع الجميع ألسنتهم بعد إقباره نهائيا.
إن فضيحة إقبار مشروع الملعب الكبير، أكبر من فضيحة إغلاق الملاعب الرياضية بقرار من شركة "سونرجيس" نظراللوقع السلبي والكارثي على البطولة الوطنية، والوقع المهول على مداخيل الأندية الرياضية والفرق الكروية، والوقع الكارثي على المنتوج الكروي للبطولة الوطنية بصفة عامة.
والحال أن الملاعب المغلقة في كل من مدن فاس، الدار البيضاء، أكادير، مراكش، بالإضافة إلى الجديدة ، بسبب عمليات الإصلاح والترقيع كما تدعي الشركة المسؤولة عن تدبير وتسيير الملاعب الرياضية، مع العلم أن ملعب الدار البيضاء في السنة الفارطة قد عرف تفويت صفقة إصلاح بقيمة 22 مليار سنتيم، تم تخصيصها لإصلاحات وترميمات داخلية دون الانتباه إلى إصلاح السياج المحيط بالملعب.
فهل يعقل أن نغلق الملعب في وجه الفرق الرياضية من أجل إصلاح الوجه الخارجي الذي كان من الممكن إصلاحه في نفس الوقت تزامنا مع الإصلاحات الداخلية في صفقة واحدة؟. هنا نطرح سؤال " الخدمة لمعاودة ": لماذا لم يتم الإعلان عن صفقة واحدة وفي نفس الزمن والتوقيت لإصلاح ملعب الدار البيضاء ؟وما الداعي إلى تجزيئ صفقات الإصلاح في ملعب واحد؟
من هذا المنطلق ينتصب كذلك سؤال المسؤولية والمحاسبة، بعد أن تجدرت شركة "سونرجيس " وأضحت تتصرف في أملاك الشعب المغربي الذي يؤدي الضرائب للخزينة العامة، ليتحول جزء منها بشكل مباشرة إلى ميزانية وزارة الشباب والرياضة التي تغدي بالمنح المنفوخة والسخية صندوق مداخيل الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم .
فهل استقوت شركة "سونرجيس" إلى هذا الحد ولم يعد أي أحد قادر على محاسبتها ووضع حد لما تقترفه من إجرام في حق الرياضة المغربية وبنياتها التحتية؟.أين هو دور وزارة الشباب والرياضة في مراقبة الشركة التي تدبر وتسير ملاعب كرة القدم،والتي تكتفي اليوم بلعب دور المتفرج ؟ أين هو دور لقجع رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم؟ .
إن التسيب الحاصل على مستوى إغلاق الملاعب الرياضية في عدة مدن ، يحيلنا على طرح سؤال مقلق، وهو "ألم تعد كل هذه الأجهزة الوطنية مرهونة في يد "سونرجيس" التي تتلاعب بالمسؤولية.."
بالرجوع إلى سؤال من المسؤول عن إقبار المشروع الكبير لملعب الدار البيضاء الذي دشنه جلالة الملك ووضع له حجر الأساس في طريق مطار النواصر ثم تحول إلى منطقة سيدي مومن، ثم أقبر إلى الآن، يتجدد سؤال محاسبة القائمين على الشأن الرياضي، على اعتبار أن مدينة ميتروبولية مثل الدار البيضاء تحتاج لأكثر من ملعبين بقدرة استيعاب تتجاوز 90 ألف مقعد.
قد يقول قائل أننا نتوفر على ملاعب كثيرة في الدار البيضاء، لكن واقع الحال يؤكد أن الملاعب التي لا تتجاوز حمولتها 10 آلاف متفرج لا يمكن أن تحتضن لقاءات الديربي بين نادي الوداد ونادي الرجاء ، ويستحيل من الناحية الأمنية التعامل معها. لهذا يؤكد الكثير من المراقبين على أن الدار البيضاء تحتاج لملاعب كبيرة بسعة تتجاوز 90 ألف متفرج، إسوة بملاعب العواصم الإفريقية كلها مثل تونس، الجزائر، والقاهرة وجوهنسبورغ، وأكرا، ولاغوس وغيرها.
إن ظاهرة إقبار المشاريع التنموية تذكرنا بما وقع في الحسيمة على مستوى تعثر المشاريع المبرمجة، لأن مشروع الملعب الكبير يعتبر علامة بارزة في ظاهرة إقبار المشاريع الواعدة، التي عصفت بمواقع مسؤولين حكوميين ووزراء وإداريين تبعا لتقارير المجلس الأعلى للحسابات.
نفاجأ اليوم بتغيير فكرة إنجاز مشروع الملعب الكبير بالدار البيضاء ، حيث تم تحويل مكان تشييده نحو مدينة بن سليمان، وحسب تقارير إعلامية فإن الملعب الكبير سيتسع لأكثر من 90 ألف مقعد، بميزانية تقدر ب 22 مليار سنتيم، من أجل احتضان مباريات الديربي والمنتخب المغربي، خلال سنة 2025، حسب وثائق ملف المشروع
إن تأخر إنجاز مشروع الملعب الكبير على غرار مشاريع الحسيمة، يعتبر سببا رئيسيا في إفساد منتوج البطولة الوطنية بعد إغلاق الملاعب التي تتحكم فيها شركة " سونرجيس "، مما سينتج عنه سلبيات كثيرة مرتبطة باستياء جمهور عشاق الجلدة، وقلة الفرجة مع ارتفاع مصاريف الأندية.
نعم، أعتقد أن هذه فضيحة بكل المقاييس، تستوجب محاسبة كل من كان سببا في إقبار مشروع الملعب الكبير الذي دشنه الملك بمدينة الدار البيضاء أكثر من 7 سنوات خلت، والإعلان عن الأسباب الحقيقية لعدم انجازه.... ألا يستحيي هؤلاء من إقبار مشاريع وضع حجرها الأساس ملك البلاد.؟
هكذا بقدرة التسيب، تحولت سلطة "سونرجيس" أقوى من سلطة وزارة العلمي الطالبي وجامعة لقجع،فمن يعيد يا ترى للمؤسسات الحكومية والوزارة اعتبارها وكلمتها وسلطتها التنفيذية لأنها هي المسؤولة عن قطاع الرياضة وليست شكرة التدبير المفوض؟
كيف يستسيغ لقجع رئيس الجامعة أن يقوم كل من نادي الرجاء ونادي الوداد بالبحث عن ملاعب رياضية لإجراء مقابلاتهم ، في الوقت الذي أقفلت فيه شركة "سونرجيس" العديد من الملاعبمع العلم أنها هي المسؤولة عن تدبير وتسيير الملاعب الرياضية،مما يضعها في موقع المسؤولية للبحث عن ملاعب لإجراء المقابلات الرياضية ، ونفس الشيء تتحمل مسؤوليته جامعة لقجع .
سؤال يفرض نفسه في ختام مقالنا هذا، يتعلق بمسألة إغلاق الملاعب بحجة الإصلاح في دفعة واحدة، ألا يعتبر ذلك قرارا عشوائيا، لماذا لم تبرمج شركة "سونرجيس" إصلاح الملاعب عن طريق التناوب لضمان عدم عرقلة المقابلات الرياضية؟ ومن هو صاحب فكرة اصلاح جميع الملاعب في دفعة واحدة ؟ ألم يفطن إلى الأضرار والنتائج السلبية التي ستلحق بالأندية الرياضية نتيجة قرار الإغلاق ".
ـ الدكتور علي المدرعي، فاعل مدني