الخميس 28 مارس 2024
مجتمع

من يضبط عقارب ساعة العثماني ويوحد توقيت العمل الإداري باليوسفية؟

من يضبط عقارب ساعة العثماني ويوحد توقيت العمل الإداري باليوسفية؟ سعد الدين العثماني رئيس الحكومة تلاحقه مشكلة الساعة الملعونة

لم أصدق نفسي لما رأيت باب "البوسطة" (وكالة بريد المغرب) مفتوحا، والأضواء تنير فضاءها الداخلي على الساعة الثامنة صباحا، حيث مازال ظلام الليل لم يفسح المجال لأشعة الشمس لتنير بضوئها نهار يوم الأربعاء 5 نونبر 2018. وانبهرت بالتحاق موظفي وموظفات بريد المغرب بعملهم باكرا، في الوقت الذي مازال فيه وزراء معالي رئيس الحكومة سعد الدين العثماني يغطون في العسل.

جريدة "أنفاس بريس" قامت بمسح استطلاعي بجانب مجموعة من الإدارات العمومية بمدينة اليوسفية على الساعة 8 صباحا، فوجدت أبوابها مغلقة. فمثلا عمالة اليوسفية مازال لم يلتحق أي موظف بمصلحته الإدارية، باستثناء مداومة بعض أفراد القوات المساعدة الذين يحرسون الأبواب، وفي الجهة الأخرى مازالت أبواب مقر جماعة اليوسفية موصدة. وفي الجهة المقابلة مازال الباب الرئيسي للمحكمة الابتدائية باليوسفية مغلقا رغم تواجد مجموعة من المتقاضين أمام المحكمة.

في نفس التوقيت، هناك بعض عناصر الأمن الذين يتحركون بجانب وداخل إدارتهم الأمنية، منهم من سيغادر الديمومة ليلتحق من يعوضه في مهامه...، ونفس الشيء بالنسبة لمركز الدرك الملكي الذي تدب فيه الحركة مبكرا... أما المديرية الإقليمية للتعليم، ومجموعة من الإدارات القطاعية التابعة للحكومة فمازالت لم تفتح الأبواب في وجه المواطنين الراغبين في قضاء أغراضهم الإدارية والاجتماعية والرياضية.

السؤال الذي يطرح نفسه اليوم، هو: هل يستقيم وضع موظفي وموظفات بريد المغرب مع هذا التوقيت الباكر، (الثامنة صباحا)، في علاقة بتوقيت تمدرس أبنائهم؟ وما هو التفسير الواقعي الذي يمكن أن تبرر به الإدارة المركزية لبريد المغرب عدم ملائمة توقيتها مع المتطلبات الاجتماعية لمواردها البشرية؟ مقارنة مع توقيت التحاق مجموعة من المسؤولين الإداريين وموظفيهم ببعض القطاعات والمؤسسات المنتخبة الذين لا يلتحقون بعملهم وإداراتهم وأقسامهم، إلا بعد احتساء قهوة العاشرة صباحا، وتصفح الجرائد مجانا.

اختلاف توقيت الالتحاق بالعمل من هذا القطاع لهذه الإدارة، يؤكد أن ساعة العثماني الصيفية التي قرر الإبقاء عليها في فصل الخريف والشتاء، تعرف ارتباكا واضحا، بعد أن أفلحت في إرباك العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة المغربية، وكشفت عن الاختلالات في التعاطي مع الموارد البشرية بطريقة تضمن الحقوق والواجبات.

فهل من عاقل يوحد ساعة العمل الإدارية ويحكم ضميره المهني ويضبط عقارب الزمن اليوسفي؟