الثلاثاء 23 إبريل 2024
اقتصاد

بنسليمان: المقالع.. ربح مادي خيالي وأضرار صحية وبيئية خطيرة

بنسليمان: المقالع.. ربح مادي خيالي وأضرار صحية وبيئية خطيرة صورتان من الأرشيف

موضوع المقالع ملف متشعب الأطراف، لم تقو الدولة على إيجاد حل شمولي له، وكأنها تشكل حماية غير مباشرة لمستغليه. واستغلال المقالع يتم على حساب أضرار صحية وبيئية جسيمة، والإحصائيات الرسمية للجهات المتضررة تبقى مذهلة، لكن الإجراءات الزجرية تبقى غائبة، كون مستغلي المقالع هم أصحاب نفوذ كبير، لدرجة أن العمال والولاة يجدون أنفسهم غير قادرين على تطبيق المساطر الزجرية في حق المخالفين من مستغلي المقالع.

حاولت الدولة تنظيم استغلال المقالع، لكن لم يتأت لها ذلك بالشكل المطلوب. وآخر قانون منظم للمقالع كان سنة 2015 ويحمل رقم27/13، ووافق عليه مجلس الحكومة، وصدر في الجريدة الرسمية رقم 6374 بتاريخ 2 يوليوز 2015، إلا أن كل البنود لا تطبق بالشكل المفروض، خاصة فيما يتعلق بالبند الثاني من القانون المنظم الذي ينص على حماية البيئة، والبند الثالث الذي ينص على تكثيف المراقبة.

ومن المخالفات الجسيمة لمستغلي المقالع، التهرب الضريبي والحمولة غير القانونية للشاحنات وأضرار البيئة وأضرار صحية خطيرة لآلاف الساكنة بأمراض أصبحت متفشية بشكل كبير من الحساسية وأمراض العيون والأمراض الصدرية... ومن الأقاليم التي تعتبر "مشتلا " للمقالع، إقليم بنسليمان، وبشكل خاص ثلاث جماعات وهي: عين تيزغة والزيايدة والشراط. والحديث عن المقالع بهذا الإقليم هو حديث عن الخروقات بشتى فصولها وأنواعها، فالسلطات الإقليمية في العقدين الأخيرين ناصرت أصحاب المقالع، وفتحت لهم باب الاستغلال ضدا على إرادة الساكنة، حيث تمت الاعتقالات والمحاكمات والتعسفات من أجل فرض مقالع شكلت أضرارا بيئية وصحية جسيمة... ومازال هذا الواقع مستمرا إلى اليوم... أما نسبة السكان الذين اضطروا للهجرة إلى مناطق أخري -من جراء أضرار المقالع- فإنها تبقى ذات  نسب مرتفعة. وفي العديد من المناسبات نظمت الوقفات الاحتجاجية والاعتصامات من أجل تنبيه الجهات المسؤولة إلى ما تشكله المقالع من خطورة، لكن يبقى الأسلوب القمعي هو السائد. أما الحديث عن الطرق وما تعانيه من إتلاف من جراء الشاحنات المحملة بمستخرجات المقالع، فتلك محن أخرى..

وآخر إشكال يجب التأكيد عليه يتمثل في القانون المنظم لاستغلال  المقالع، والذي ينص على عدم تجاوز عشرين سنة في استغلال المقلع الواحد بينما نجد "عشرينات" في تاريخ استغلال المقلع الواحد.

فإلى متى تتواصل هذه التجاوزات والخروقات التي تذر على جهات معينة الملايير، وتلحق بآلاف المواطنين الأضرار الصحية الجسيمة؟