الجمعة 29 مارس 2024
سياسة

محمد النوري: وزراء استغلوا سلطة التعيينات وحولوا الإدارات إلى بزولة لأحزابهم

محمد النوري: وزراء استغلوا سلطة التعيينات وحولوا الإدارات إلى بزولة لأحزابهم محمد النوري

معظم الوزارات تحولت إلى ملحقات حزبية بعق السلطة التي يتوفر عليها الوزير في التعيينات بالرغم من شعارات الحكامة والكفاءة.. هذا الوضع خلق العديد من المشاكل داخل الإدارة، لأنه لا يعقل أن الموظف الذي قضى أكثر من عشرين سنة في الإدارة ويعرف مصارينها وله من الكفاءة ما يؤهله لتسيير هذه المديرية أو المصلحة، يتم تهميشه في سبيل أن يستنجد الوزير بأتباعه من خارج الإدارة الشيء الذي يعتبر إهانة وهدر لحق من حقوقه.

القانون أعطى للوزير حق اختيار أعضاء ديوانه، لكن اختيار المسؤوليات الإدارية يتم التباري حولها وفق معايير محددة تتوخى الكفاءة والنجاعة بعيدا عن تدخلات الوزير .

عندما عملت بوزارة الشباب والرياضة يوم كان الوزير عبد الحفيظ القادري، كانت كل مفاصل الإدارة تحت رحمة الاستقلاليين، حتى الذين لا تربطهم بالحزب علاقة تم استقطابهم عبر تأطير المخيمات أو الأسفار أو التعيينات في مسؤوليات إقليمية. كنت تجد مناضلي الاتحاد العام لطلبة المغرب، الاتحاد العام للشغالين، الكشاف المغربي، منتسبي جمعية التربية والتخييم، وحتى الذين يعملون بمطبعة الرسالة..

لكن بمجيء عبد اللطيف السملالي بقيت دار لقمان على حالها لأن حزب الاتحاد الدستوري كان حديث العهد وليست له الأطر الكافية والضرورية للتغيير، حتى أن ديوانه كان خليطا من الأحزاب الأخرى كالاستقلالي أبو صيحة والصحفي الاتحادي أحمد صبري.

فيما بعد آلت السيطرة كليا على الوزارة من طرف حزب الحركة الشعبية ديوانا ومديريات وحتى المفتش العام من نفس الثكنة، أما التعيينات في الأقاليم كانت تخضع هي الأخرى للولاء والتقرب من الحزب أو الدخول في تلك الدوامة التي تعزف شعار أعطيني نعطيك. الوزير التجمعي الحالي يريد تغيير هذا الوضع، سنرى ما تسفر عليه هذه التغييرات.

الآن استفحل الوضع مع حزب العدالة والتنمية الذي نشر مناضليه في كل دواليب الإدارة، مثلما ينتشر الميكروب في الجسد العليل، انطلاقا من الوزير الشوباني الذي عمل على نقل معلم من تزنيت إلى الوزارة كمسؤول تنفيذا لرغبة الزوجة ماء العينين، وتحولت هذه الوزارة إلى زاوية خاصة تسبح بحمد بن كيران والعثماني. وسار الرميد، الحقاوي، الداودي، الرباح، اعمارة، بوليف، الوافي... على نفس المنوال.

أما الحليف الاستراتيجي التقدم والاشتراكية فهو أقسم أن لا يتخلى عن نهج حليفه في الاستيلاء على الوزارات التي تحت تصرفه. التعيينات الأخيرة بوزارة الصحة كانت أغلبها من نصيب الحزب.

هذه الوزارات لم تعد تحمل من الوطنية غير السم مادام موظفوها يعتبرون أنفسهم لاجئين عند هذا الحزب أو ذاك.